وسط إصرار إسرائيلي لتنفيذ عملية اجتياح بري في مدينة رفح الفلسطينية، لا يزال الضغط الدولي وخاصة الأمريكي مستمرًا على دولة الاحتلال لمنع ما وصف بالكارثة في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، التي تحتضن أكثر من مليون نازح فلسطيني.
منع شحنات قنابل
منعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، شحنات نوعين من القنابل الدقيقة من صنع شركة "بوينج" عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، لإرسال رسالة سياسية إلى إسرائيل، وفقًا لمسؤول أمريكي وستة أشخاص آخرين على علم بالمداولات.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن الولايات المتحدة لم توقع بعد على صفقة بيع معلقة لذخائر الهجوم المباشر المشترك من شركة بوينج، التي تشمل الذخائر والأطقم التي تحولها إلى أسلحة ذكية، والقنابل ذات القطر الصغير، وفقًا لستة مصادر في الصناعة والكونجرس على علم بالمناقشات.
ضغوط على بايدن
وحسبما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية مُطلع على العملية لصحيفة "بوليتيكو"، إن تأجيل إدارة بايدن الموافقات والجوانب الأخرى لعملية نقل الأسلحة لإرسال رسالة إلى إسرائيل، إذ يتعرض الرئيس جو بايدن، لضغوط من البعض في حزبه لوضع شروط على المساعدات لإسرائيل بعد أن رفضت تل أبيب تقديم المساعدات.
ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تؤجل فيها الإدارة الأمريكية صفقة بيع أسلحة محتملة لإسرائيل، منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، وبدء حملة قصف إسرائيلية في غزة ألحقت خسائر فادحة بالمدنيين، وبعد أن قصفت إسرائيل قوافل المساعدات الإنسانية التي تنقل المساعدات إلى القطاع.
معبر رفح الفلسطيني
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، "إن قواته باتت تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وإن معبر كرم أبو سالم مُغلق لأسباب أمنية، وسيعاد فتحه بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وفي السياق ذاته، قال مُتحدث باسم هيئة المعابر في غزة لـ"رويترز"، اليوم الثلاثاء، إن معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر مُغلق من الجانب الفلسطيني؛ بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية، فيما ذكرت ثلاثة مصادر في الإغاثة الإنسانية "أن مرور المساعدات عبر المعبر تعطل".
ويأتي ذلك بعد إعلان حركة حماس، أمس الاثنين، موافقة الحركة على مقترح وقف إطلاق النار.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، أنه ما زالت الجهود تتواصل لوقف التصعيد بين الطرفين بين إسرائيل وحركة حماس، وأن الوفد الأمني المصري حذّر نظراءه في إسرائيل من عواقب اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وطلب وقف هذا التحرك فورًا.
مصر تدين العملية الإسرائيلية
وأدانت مصر، اليوم الثلاثاء، بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
واعتبرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، بأن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني، يعتمدون اعتمادًا أساسيًا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
ودعت مصر الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مُستدامة داخل قطاع غزة.
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
نتنياهو: لن نقبل الاقتراح
وقال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، "إن اقتراح حماس أمس كان يهدف إلى نسف دخول قواتنا إلى رفح، وهذا لم يحدث، وأن دخول رفح يخدم هدفين رئيسيين من أهداف الحرب عودة المختطفين والقضاء على حماس".
وأضاف "نتنياهو": "كما قرر مجلس الحرب بالإجماع، فإن اقتراح حماس بعيد جدًا عن المطالب الإسرائيلية الضرورية ولن تسمح إسرائيل لحماس باستعادة قوتها، ولن تسمح تل أبيب لها باستعادة قدراتها العسكرية لمواصلة السعي لتدميرنا، ولا يمكن لإسرائيل أن تقبل اقتراحًا يعرض أمن مواطنينا ومستقبل بلدنا للخطر".