في ظل تواصل المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي حول وقف الحرب في غزة، إلا أن هناك أصواتًا إسرائيلية مسموعة، تصر على تنفيذ مخطط اجتياح رفح الفلسطينية (جنوبي قطاع غزة) رغم الضغوط الدولية المعارضة لهذا الاجتياح.
خطة إجلاء رفح الفلسطينية
وكشف الجيش الإسرائيلي لمنظمات الإغاثة في قطاع غزة عن خطة لإجلاء السكان من رفح الفلسطينية، قبل الدخول البري إليها، وهو نفس جوهر الخطة التي أُحيلت إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإجلاء أكثر من مليون نازح ممن وجدوا مأوى في رفح الفلسطينية، ونقلهم إلى منطقة المواصي الإنسانية في جنوب قطاع غزة، التي استقبلت بالفعل لاجئين خلال الحرب، حسبما ذكر موقع "بوليتيكو".
ووفقًا للتقرير الذي نشره الموقع الأمريكي، أبلغ الجيش الإسرائيلي منظمات الإغاثة أن "الدخول إلى رفح الفلسطينية سيبدأ قريبا"، لكنه لم يحدد تاريخًا، فيما أكد مصدر أمريكي أن هذه ليست الخطة النهائية التي وضعها الجيش الإسرائيلي، لكن هي بعض أفكارهم الأخيرة.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لم تتلق بعد "خطة شاملة" لعملية برية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، فيما قال أحد المصادر الأمريكية، أن إدارة بايدن لا تزال تنتظر المزيد من التفاصيل حول عملية الإخلاء المخطط لها، و"ليست على علم بأي اجتياح وشيك".
خطة غير قابلة للتطبيق
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، هذا الأسبوع، إن "واشنطن لم تتلق حتى الآن إشارة إلى أن إسرائيل لديها خطة لضمان سلامة سكان غزة الذين وجدوا مأوى في رفح الفلسطينية، وإن الخطة الإسرائيلية المقدمة إليه غير قابلة للتطبيق".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إجلاء سكان غزة من رفح جنوبي غزة يمكن أن يسبب تعطيلًا كبيرًا في توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أنه ليس من الواضح كيف سيتمكن أكثر من مليون شخص من دخول الأراضي التي تريد إسرائيل إجلائهم إليها.
وبحسب التقرير، بدأ الجيش الإسرائيلي في طلب بناء الخيام، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية خططه لنقل سكان غزة إلى هناك بأمان، أو كيف سينظمهم بمجرد وصولهم في الأيام الأخيرة، حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية الخيام التي ينصبها الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع.
تهديد أمريكي لإسرائيل
وأبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أن عملية واسعة النطاق في رفح الفلسطينية لم يتم التنسيق معها ستؤدي إلى تأخير شحنات الأسلحة، وأيضًا إلى احتمال فرض حظر على استخدام الأسلحة والمعدات الأمريكية والذخيرة، وفقًا لقواعد الشراء من الولايات المتحدة، حسب "بوليتيكو".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أنها رصدت عددًا غير قليل من التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس تأخير شحنات الأسلحة وحظر استخدامها في رفح الفلسطينية، ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يتحرك في ظل ظروف التهديد الأمريكي، الذي يأتي في وقت اكتملت فيه الاستعدادات العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
إنذار إسرائيلي
ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن إسرائيل أعطت حماس إنذارًا نهائيًا سيتم بموجبه تنفيذ العملية في غضون أسبوع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، بعد تأخير يحيى السنوار الذي طال أمده.
وفي فبراير الماضي، أعلنت بريطانيا أنها تدرس تعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، إذا تحركت في رفح الفلسطينية، وفي وقت لاحق، نُشرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس خطوة مماثلة، وهذه الحالة تمثل ضربة قوية لإسرائيل، وفق "يديعوت أحرنوت".
وسلمت واشنطن أكثر من 100 شحنة أسلحة إلى إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة، ومؤخرًا فقط وافق بايدن على عملية غير مسبوقة الحجم من المساعدات للجيش الإسرائيلي، كما أنه منذ بداية الحرب، حولت الولايات المتحدة إلى إسرائيل ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من القذائف ومكونات تجميع القذائف والصواريخ الاعتراضية والأسلحة الموجهة وغيرها.
وفي بداية الأسبوع، قدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه خلال 72 ساعة على الأكثر سيتم اتخاذ قرار بشأن صفقة المحتجزين أو عملية في رفح الفلسطينية، لكن الوقت المذكور مرّ بالفعل، ولم تقدم حماس بعد ردّها في ما يتعلق بالصفقة، ولم يتم اتخاذ أي قرار في إطار الاستعدادات للعملية في رفح جنوبي القطاع.