حذّر ضابط إسرائيلي سابق من أن ما تشهده مدينة رفح جنوب قطاع غزة حاليًا، يعكس حجم الفشل الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة، في ظل سلسلة من النجاحات التي حققتها حركة حماس خلال 214 يومًا من العدوان على القطاع.
تأكيد الفشل الإسرائيلي
قال ليور آكرمان، الضابط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمحلل في صحيفة "معاريف" العبرية، إن ما يجري في رفح (جنوب غزة) الآن هو دليل على الفشل الإسرائيلي الكامل في الحرب على غزة، مضيفًا أنه بعد مرور 214 يومًا على الحرب، يمكن لقائد حماس في غزة يحيى السنوار، أن "يرفع علامة النصر" بعد تحقيقه سلسلة من الإنجازات المهمة.
نجاحات حماس المتعددة
وتحدث آكرمان، الذي يترأس قسم المناعة الوطنية بمعهد السياسة والاستراتيجية بجامعة رايخمان، عن النجاحات التي حققتها حماس خلال هذه الفترة، ومنها انضمام حزب الله اللبناني للقتال إلى جانبها، واضطرار إسرائيل للانسحاب بالكامل من المستوطنات الشمالية، فضلًا عن انضمام إيران للمعركة ومهاجمتها لإسرائيل عبر وكلائها في العراق واليمن.
أزمات سياسية ودبلوماسية لإسرائيل
كما سلط الضابط الإسرائيلي السابق الضوء على الأزمات التي تواجهها حكومة بلاده حاليًا، معتبرًا أنها تعيش "أصعب أزمة دبلوماسية"؛ بسبب الخلافات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وأشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على وشك إصدار مذكرات اعتقال بحق ضباط وقادة سياسيين إسرائيليين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
تدهور الوضع الداخلي الإسرائيلي
بالإضافة إلى ذلك، حذر آكرمان من تدهور الأوضاع داخل إسرائيل، حيث يعاني المجتمع الإسرائيلي من حالة تفكك، فيما يشهد الاقتصاد انهيارًا متسارعًا، واصفًا الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها "مجموعة من الهواة المجانين" الذين يرون "رؤيتهم المجنونة تتحقق أمام أعينهم" من خلال سيطرتهم على الإدارة المدنية في الضفة الغربية المحتلة، وجهودهم لتقنين عشرات البؤر الاستيطانية غير الشرعية وتخصيص مليارات الشواكل لها على حساب ضحايا الحرب والمقاتلين.
دعوة للتصرف بحكمة
وفي ختام تحليله، دعا آكرمان حكومة بنيامين نتنياهو إلى "التصرف بحكمة على المستويين السياسي والعسكري"، لافتًا إلى أن هذا الوعي غير متوفر لدى وزراء الحكومة الحالية التي وصفها بـ"غير الكفؤة وغير القادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لصالح إسرائيل ومواطنيها".
مواجهة الأزمة
وأوضح أن القرارات التي كان يجب اتخاذها لو توفرت الحكمة، تشمل تنفيذ صفقة لإطلاق سراح المحتجزين فورًا، ووقف القتال كخطوة أولى، فضلًا عن الموافقة على نقل المسؤولية مستقبلًا لسلطة فلسطينية مجددة ومطورة، وإدارة القطاع بقوات دولية، مع السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الوقت الراهن.
كما رأى آكرمان ضرورة تأجيل "تسوية الحساب مع السنوار" إلى المستقبل، مُشددًا على ضرورة عدم التضحية بالمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس الذين تخلت إسرائيل عنهم منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، من أجل ذلك.