الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعوات أمريكية لوقف المساعدات لإسرائيل.. حماية لتل أبيب أم إنقاذ لغزة؟

  • مشاركة :
post-title
اعتبر المشرعون الأمريكيون أن المجاعة في غزة تضر بمصالح إسرائيل الأمنية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"احترام غير مبرر"، و"معاملة خاصة".. عبارتان يمكن أن تصفا العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها في الشرق الأوسط دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذا ذُكِرت الانتهاكات أو أي تجاوز إسرائيلي، وفق ما أفاد به مسؤولون أمريكيون في عدد من اللقاءات.

ويمثل الضغط الأمريكي على دولة الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع دخول المساعدات إلى غزة لمنع حدوث مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر، حمايةً وإنقاذًا لإسرائيل من الانتقاد العالمي والعزلة شبه الدولية التي يمكن أن تدخل فيها.

وحثّت مجموعة من نحو 90 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأمريكي، الرئيس جو بايدن، على النظر في وقف مبيعات الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب المخاوف بشأن استمرار القيود على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.

يأتي ذلك في الوقت الذي هزت فيه الاحتجاجات الطلابية المكثفة المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية في جميع أنحاء البلاد، ما أثار قلق العديد من الديمقراطيين.

قوات الاحتلال فرضت قيودًا تعسفية على المساعدات لغزة
المجاعة تضر بإسرائيل

وتدعو إطارات الرسالة إلى زيادة المساعدات الإنسانية بعبارات مؤيدة لإسرائيل، بحجة أن المجاعة في غزة "تضر بمصالح إسرائيل الأمنية، على المدى القريب والبعيد".

ويأتي ذلك بعد رسالة أخرى من 57 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب في وقت سابق من هذا الشهر، حثوا فيها بايدن على الامتناع بشكل استباقي عن تحويل أي مساعدات يمكن استخدامها في الهجوم على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وخلص المشرعون الديمقراطيون، في إشارة إلى حركة الاحتجاج المتنامية المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة وخارجها، إلى أن "السماح للمجاعة بالسيطرة على غزة يضر بالفعل بشدة بمكانة الحكومة الإسرائيلية الدولية ويضر بآفاق السلام".

تأكيدات ليست ذات مصداقية

وأبلغت ما لا يقل عن أربعة مكاتب في وزارة الخارجية الوزير بلينكن الشهر الماضي، بأنهم وجدوا أن التأكيدات الإسرائيلية "ليست ذات مصداقية ولا يمكن الاعتماد عليها".

وإذا تم التشكيك في ضمانات إسرائيل، فسيكون أمام بايدن خيار "معالجة" الوضع من خلال إجراءات تتراوح بين البحث عن ضمانات جديدة إلى تعليق عمليات نقل الأسلحة الأمريكية، وفقًا للمذكرة، وفق "رويترز".

وأبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أنه إذا شنت عملية واسعة النطاق في رفح الفلسطينية، ولم يتم التنسيق معها، ستؤدي إلى تأخير شحنات الأسلحة، وأيضًا إلى احتمال فرض حظر على استخدام الأسلحة والمعدات الأمريكية والذخيرة، وفقًا لقواعد الشراء من الولايات المتحدة، حسب "بوليتيكو".

معاملة خاصة

وقال مسؤول أمريكي كبير سابق، ساعد حتى وقت قريب في مراقبة امتثال الجيوش الأجنبية التي تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية لحقوق الإنسان، إنه لاحظ مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل تتلقى "معاملة خاصة" من المسؤولين الأمريكيين عندما يتعلق الأمر في مزاعم الانتهاكات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين، وفق شبكة "سي تي في نيوز" الكندية.

وقال تشارلز أو بلاها، المدير السابق لمكتب الأمن وحقوق الإنسان التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي ترك منصبه في أغسطس الماضي، وهو ثاني مسؤول كبير في أمريكا يوضح أنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الولايات المتحدة مترددة في تطبيق القوانين المطلوبة من الجيوش الأجنبية التي تتلقى المساعدات الأمريكية، في حوار شبكة "سي تي في نيوز" الكندية: "من خلال تجربتي، تحظى إسرائيل بمعاملة خاصة لا تحصل عليها أي دولة أخرى، وهناك احترام غير مبرر في كثير من الحالات للجانب الإسرائيلي من الأمور عندما تطرح الولايات المتحدة أسئلة حول مزاعم ارتكاب إسرائيل مخالفات ضد الفلسطينيين".

أكبر متلق للمساعدات

وتعد إسرائيل تاريخيًا أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية للولايات المتحدة، ووقع بايدن يوم الأربعاء تشريعًا للحصول على 26 مليار دولار إضافية كمساعدات في زمن الحرب، لكن بايدن تعرض لضغوط متزايدة بشأن هذا الدعم مع تزايد الضحايا بين الفلسطينيين.

وبدأت الحرب الأخيرة لإسرائيل داخل قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر، وتسببت في دمار واسع النطاق وقتل أكثر من 34 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.