"أرفض التعاون مع هذه اللعبة".. عبارة جاءت عبر الهواء على لسان مراسل القناة 12 الإسرائيلية "يارون أبراهام" تكشفت من ورائها العديد من الاتجاهات التي يضمرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الشعب اليهودي والعالم أجمع حول مستقبل الحرب في غزة.
تسريب مواقف سياسية
بالأمس القريب (السبت) وبالتزامن مع المفاوضات الجارية حول اقتراح صفقة جديدة قدمها المفاوض المصري لمحاولة إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 7 أشهر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجأ إلى تسريب مواقف سياسية حول مفاوضات وقف النار في غزة وتبادل الأسرى مع حماس، تحت ستار "مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى".
ونقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أمس السبت عن "مصدر سياسي" قوله إن إسرائيل لن توافق في أي حال من الأحوال على إنهاء الحرب وأن الجيش سيدخل إلى مدينة رفح باتفاق أو بغيره.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن ذات "المسؤول" قوله إن فرص التوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى والمحتجزين ضئيلة.
مفاوضات مصرية
هذه التسريبات تزامنت مع تصريحات إيجابية حول المفاوضات نقلتها وسائل الإعلام المصرية، ومنها قناة "القاهرة الإخبارية" التي أفادت بوجود تقدم إيجابي في المفاوضات بين حركة حماس وتل أبيب، وأن ما يتم نشره من بنود الاتفاق في وسائل الإعلام غير دقيق.
"القاهرة الإخبارية" أكدت أيضًا أن الوفد الأمني المصري مستمر في مشاوراته مع كل الأطراف، مشيرة إلى أن عودة السكان الفلسطينيين المُهجرين من جنوب القطاع لشماله من ضمن بنود الاتفاق.
ירון אברהם על ההודעות החריגות של "הגורם המדיני" במהלך השבת: "אני מסרב לשתף פעולה עם המשחק הזה, הגורם המדיני הוא ראש הממשלה נתניהו"@yaronavraham pic.twitter.com/qcVwXlCFd6
— החדשות - N12 (@N12News) May 4, 2024
فضيحة كبيرة لنتنياهو
لكن مراسل القناة 12 الإسرائيلية، يارون أبراهام، تسبب في فضيحة كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مباشرة له عبر التلفزيون، في وقت يئن فيه الجميع من الحرب، كاشفًا أن مكتب نتنياهو السياسي هو من يسرّب الأخبار، وأنه هو بنفسه يتستر تحت اسم "المسؤول الكبير" لتمرير مواقف إلى الإعلام.
وقال أبراهام، إن "المسؤول السياسي الذي نشر التسريبات بشأن المفاوضات مع حماس هو رئيس الوزراء نتنياهو، وأرفض المشاركة في لعبة مكتب رئيس الوزراء هذا.. المسؤول السياسي هو نتنياهو".
وذكر موقع "ماكو" العبري أن "أفراهام أوضح للمشاهدين أنهم لم يفهموا بعد أن المسؤول السياسي هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يصدر هذا الإعلان من مكتبه، وأن هذا الإعلان لا يستند إلى رأي مجلس الوزراء الحربي بأكمله".
أعتقد أن الجميع أغبياء
وأضاف الموقع العبري: "ليس من المؤكد أن نتنياهو يمنع فعلًا التوصل إلى صفقة بشكل استباقي ولأسباب سياسية، فمن المشكوك فيه أن يكون هناك شخص في إسرائيل لا يريد أن يرى أكبر عدد ممكن من المختطفين يعودون، لكن بدلًا من أن تجري القيادة ووسائل الإعلام والمواطنون نقاشًا ناضجًا وعقلانيًا حول هذا الموضوع، يعتقد أحد كبار السياسيين أن الجميع أغبياء جدًا".
فيما ذكر موقع "والاه" العبري أنه: "بينما أزال أبراهام القناع الذي كان ينبغي إزالته منذ وقت طويل استخدمت تمار إيش شالوم في القناة 13 تكتيكًا مماثلًا، ومن المحتمل أن يتعرض كلاهما لهجوم سام في الأيام القليلة المقبلة، ربما يكون قد بدأ بالفعل".
وأوضح "والاه" أن "الشجاعة المتأخرة لهذين الصحفيين، والأنظمة التي ربما دعمتهما، ليست مجرد انتصار صغير للحقيقة على الكذب، لكنها خسارة للنظرة التي تقود نموذج نتنياهو للاستسلام لأعضاء الحكومة من اليمين، والاستسلام لأعضاء الحكومة من اليسار، والاستسلام لضغوط بايدن، وفي كل مرة يستسلم فيها يرفع فيها شعارات "لا لحماس" "النصر الكامل"، "رفح".
نتنياهو يبيع الوهم
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية نقلًا عن الكاتب الإسرائيلي الشهير رونين برجمان قوله، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يبيع الوهم للمجتمع الإسرائيلي، حول مجريات الحرب على قطاع غزة، وأن "كمّ الوهم الذي باعته الحكومة والجيش للإسرائيليين فيما يتعلق بالحرب وموعد تحقيق الأهداف المتمثلة في القضاء على حماس، ستنكشف قريبًا".
وبيّن الكاتب الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال غيّر موقفه من فصل شمالي القطاع عن جنوبه، فبعد أن كان من أشد الداعمين للخطوة بات يطالب بإلغاء الفصل"، مضيفًا أن "نتنياهو باع الوهم للإسرائيليين على مدار الأشهر الماضية بأن الضغط العسكري سيسهم في استعادة الأسرى، وهذا ما لم يحصل".
وذكر "برجمان" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال قبل اجتياح خان يونس إن الهجوم سيخدم استعادة الأسرى واغتيال قادة حماس، وعقب الهجوم لم تغير حماس مواقفها وتبين زيف الادعاء أن الضغط العسكري هو الحل.
وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب، رضخت إسرائيل شيئًا فشيئًا لمطالب حماس بشأن وقف إطلاق النار وعدم اجتياح رفح، مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، بل وتتعرض لضغوط كبيرة من أكبر حلفائها وداعميها نظرًا لعدوانها على الفلسطينيين، الأمر الذي دفع آلاف الإسرائيليين إلى التظاهر أمام منزل رئيس الوزراء ومبني وزارة الدفاع.