بعدة طرق ردت روسيا، على ما وصفته بالتصعيد غير المسبوق من قِبل أوكرانيا وتصريحات حلفائها، وتحركات أمريكا المريبة في آسيا وأوروبا، حيث هددت بضرب المنشآت خارج كييف واستعداد أسلحة الحروب النووية لدخول المعركة، بجانب تطوير أنظمة جديدة لمواجهة واشنطن.
هددت روسيا بضرب منشآت عسكرية بريطانية، وأمرت الجيش بإجراء تدريبات على الأسلحة النووية في ساحة المعركة، في خطوة وصفها الكرملين بأنها تأتي ردًا على التعليقات الفرنسية البريطانية، بشأن إمكانية إرسال باريس قوات إلى أوكرانيا واستخدام الأسلحة البريطانية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا.
وسبق أن أعرب بعض شركاء أوكرانيا عن قلقهم بشأن تأجيج الصراع، إلا أن الرئيس الفرنسي ماكرون واصل تصريحاته الاستفزازية بشأن إمكانية إرسال قوات إلى أرض المعركة، وبحسب الجارديان، جاءت تصريحات ديفيد كاميرون، حول الأسلحة بعيدة المدى البريطانية واستخدامها ضد أهداف داخل روسيا بمثابة صب الزيت على النار.
استدعاء السفراء
ولم تصمت روسيا أمام تصريحات وزير خارجية بريطانيا وقامت باستدعاء سفراء المملكة المتحدة وفرنسا في موسكو، لتذكيرهما بعواقب تلك التصريحات التي جعلت المملكة المتحدة بالأخص طرفًا فعليًا في الصراع، والعواقب الكارثية الحتمية لمثل هذه الخطوات العدائية، مهددينه باستهداف أي منشآت ومعدات عسكرية بريطانية على أراضي أوكرانيا وخارجها.
جاء ذلك على خلفية الضربة الأوكرانية لأنظمة صواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى المتمركزة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا مساء أمس، وهي المنطقة التي انطلق منها الجيش الروسي نحو أوكرانيا قبل عامين.
الرد بالنووي
وبعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جاء الرد الروسي سريعًا باعتزامها إجراء تدريبات تحاكي استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة، وهي المرة الأولى، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، التي يتم فيها الإعلان علنًا عن مثل تلك التدريبات التي تشمل أسلحة نووية تكتيكية، على الرغم من أن قواتها النووية الاستراتيجية تجري تدريبات بانتظام.
وتشمل التدريبات استخداف الأسلحة النووية التكتيكية مثل القنابل الجوية والرؤوس الحربية للصواريخ قصيرة المدى وذخائر المدفعية، وهي مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة، وهي أقل قوة من الرؤوس الحربية الضخمة التي تسلح الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتهدف إلى محو مدن بأكملها.
تطوير الأسلحة
أيضًا ردت روسيا بطريقة أخرى، على ما وصفته بالتصعيد الخطير وغير المسبوق في التصرفات الأوروبية الأمريكية، ويتطلب اهتمامًا خاصًا وإجراءات خاصة، حيث أعلنت أيضًا أنها ستطور صواريخ جديدة متوسطة وقصيرة المدى، زاعمة أن القرار جاء مدفوعًا بتقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تنقل أنظمة صاروخية مماثلة إلى أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يأتي ذلك في الوقت التي تشن روسيا حاليًا هجومًا في شرق أوكرانيا، حيث تجمع آلاف القوات لشن هجوم على بلدة تشاسيف يار الاستراتيجية في منطقة دونيتسك، وبحسب الصحيفة سيطرت أمس على قرية أوشيريتين الواقعة على خط المواجهة، وأيضًا سيطرت على قريتين أخريين، هما "كوتلياريفكا وسولوفيوف".