براد بيت واحد من أشهر نجوم هوليوود على الإطلاق، ارتبط اسمه بالكثير من الأفلام الناجحة وعمل مع العديد من المخرجين المهمين، وفاز بالكثير من أرفع وأهم الجوائز السينمائية العالمية.
ويليام برادلي بيت، المولود في مثل هذا اليوم عام 1963، بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما، هو الابن الأكبر بين ثلاثة أطفال، كان والده بيل بيت يمتلك شركة شحن، بينما كانت والدته جين بيت مستشارة مدرسية.
لم يكن التمثيل طموحه، حيث كان يرغب في البداية أن يصبح مهندس ديكور للإعلانات، قبل أن يلتحق بجامعة ميسوري عام 1982، ويدرس الصحافة مع تركيزه على الإعلانات.
بداية رحلة السينما
بعد إتمام دراسته الجامعية، انتقل بيت إلى لوس أنجلوس، للعمل في مجال السينما والأفلام، لكنه عمل بمهن مختلفة، منها سائق سيارة ليموزين، ثم قرر دراسة التمثيل من خلال فصول دراسية مستقلة، وبعد سبعة أشهر قضاها في العمل والدراسة استطاع الحصول على وكيل أعمال وعمل منتظم.
أدوار بيت الأولى كانت من خلال التليفزيون، حيث ظهر في مسلسلات، مثل "Dallas وAnother World" أو عالم آخر، والمسلسل الكوميدي القصير "Growing Pains".
أول ظهور سينمائي
ظهر "بيت" لأول مرة على الشاشة الكبيرة، عام 1989، في فيلم الرعب "Cut Class"، ولعب دور نجم في سن المراهقة بفيلم Sandy Tung's Across the Tracks، لكن أول أدواره الجادة كانت في دور صغير بفيلم Thelma and Louise للمخرج ريدلي سكوت، عام 1991، الذي لفت له الأنظار على الرغم من ظهوره على الشاشة لبضع دقائق فقط.
لم تنجح أدواره التالية في تعزيز مكانته بهوليوود كممثل موهوب وليس فقط كوجه جميل، حتى قدم A River Runs Through It، مع الممثل والمخرج روبرت ريدفورد، استنادًا إلى السيرة الذاتية لنورمان ماكلين، ولعب بيت في الفيلم دور شقيق الشخصية الرئيسية، واعترف ريدفورد لاحقًا بأنه لم يختر "بيت" في هذا الدور، بناءً على نجاحه في تجربة الأداء، لكن لأنه كان لديه صراع داخلي مثير للاهتمام، وقدم بيت أداءً رائعًا لشخصية شديدة التعقيد.
انتقادات إيجابية
خلال تلك الفترة، وجه النقاد لبراد بيت، العديد من الانتقادات أهمها أنه لا يهتم بتقديم شخصيات ذات أبعاد درامية واضحة أو شخصيات لها ثقل درامي، وأخذ تلك الانتقادات بعين الاعتبار، وهو ما انعكس من خلال اختياراته الفنية بعد ذلك لأدواره في أفلام مثل Legends of the Fall أو أساطير السقوط، عام 1994، وهو فيلم ميلودراما عائلية ملحمية، أدى فيه دور بطل رومانسي نمطي مُولع بفكرة التضحية بالنفس، ثم قدّم واحدًا من أهم الأفلام في مسيرته الفنية، هو فيلم Seven للمخرج ديفيد فينشر، وهو ما اعتبره النقاد في تلك الفترة بالاختيار الجريء وغير المتوقع.
في عام 1995، لعب بيت دور مريض نفسي في فيلم الإثارة النفسية Twelve Monkeys للمخرج الكبير تيري جيليام، وفاز بجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد عن أدائه، ثم قدّم فيلم الإثارة السوداني Sleepers عام 1996، ثم توجه إلى الأرجنتين لتصوير فيلم Seven Years in Tibet، وكان مشروعًا طموحًا للغاية بلغت ميزانيته 70 مليون دولار، لكنه قوبل بمراجعات ندية متباينة.
عودة المكانة
فيلمه التالي كان Meet Joe Black، الذي شارك في بطولته أنتوني هوبكنز، جسّد فيه نسخة لطيفة للغاية من الموت، لكنه لم يلق النجاح المتوقع أيضًا.
في عام 1999، يعود براد بيت للتعاون مرة أخرى مع المخرج ديفيد فينشر، من خلال الفيلم الذي أصبح فيما بعد واحدًا من كلاسيكيات السينما الأمريكية Fight Club أو نادي القتال، الذي شارك في بطولته النجم إدوارد نورتنن، الذي أعاد لبيت مكانته في سباق نجوم هوليوود مرة أخرى.
في العام التالي، لعب دور البطولة مع جوليا روبرتس في الكوميديا الرومانسية The Mexican أو المكسيكي، وتعاون مع ريدفورد مرة أخرى في فيلم الإثارة Spy Game أو لعبة التجسس، ثم انضم إلى طاقم الممثلين المصنف بالفئة A في هوليوود، بما في ذلك روبرتس وجورج كلوني ومات ديمون، في فيلم المخرج ستيفن سودربيرج Ocean's Eleven.
وفي عام 2004 لعب دور البطل اليوناني أخيل، في الفيلم الملحمي الشهير Troy، وفي نفس العام ظهر في Ocean's Twelve.
بطولة أمام أنجلينا جولي
قدّم براد بيت في عام 2005، دور البطولة أمام أنجلينا جولي في فيلم الحركة الشهير Mr. And Mrs. Smith أو السيد والسيدة سميث، الذي حقق إيرادات وصلت لأكثر من 478 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.
حصل بيت من خلال فيلمه التالي Babel أو بابل الذي نال استحسان النقاد على ترشيح آخر لجائزة جولدن جلوب، ثم عاد لسلسلة Ocean من خلال الجزء الثالث Ocean's Thirteen عام 2007.
وفي عام 2008، تعاون بيت مع جويل وإيثان كوين لتمثيل دور البطولة في فيلم الإثارة الكوميدي Burn After Reading أو احرقها بعد القراءة، وحصل الفيلم على ترشيحين لجائزة جولدن جلوب وحقق أكثر من 60 مليون دولار في شباك التذاكر.
أداء رائع
قدم بيت أداءً تمثيليًا رائعًا، من خلال فيلم The Curious Case of Benjamin Button أو الحالة المحيرة لبنجامين باتن، وهو فيلم يستند إلى قصة قصيرة من تأليف F. Scott Fitzgerald، وأخرجه ديفيد فينشر ولعب فيه بيت دور الشخصية الرئيسية الذي يولد كرجل يبلغ من العمر 70 عامًا ويتقدم في الاتجاه المعاكس وفاز الفيلم بثلاث جوائز أوسكار.
في عام 2009، لعب بيت دور البطولة في فيلم "Inglourious Basterds أو أوغاد مجهولون"، للمخرج كوينتين تارانتينو، وفي 2011، لعب دور البطولة مع شون بن وجيسيكا تشاستين في فيلم The Tree of Life أو شجرة الحياة للمخرج تيرانس ماليك، الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، كما قدّم دور البطولة في Moneyball وهو دراما رياضية، تتبع متاعب بيلي المدير العام لفريق أوكلاند في أثناء سعيه لإعادة تشكيل فريق البيسبول، وحصل الفيلم على ستة ترشيحات لجوائز الأوسكار من بينه ترشيح لبيت كأفضل ممثل رئيسي وأفضل منتج.
الأوسكار يتحقق
في عام 2013، نال بيت الإشادة لأدائه دور مساعد في فيلمه الرائع 12 Years a Slave أو اثنا عشر عامًا من العبودية للمخرج ستيف ماكوين، والمأخوذ عن القصة الحقيقية للموسيقي الأمريكي من أصل أفريقي سولومون نورثوب الذي تم اختطافه وبيعه كعبد، ولعب بيت دور نجار كندي ساعد نورثوب كي يسترد حريته.
وعن عمله كمنتج للفيلم فاز بيت بأول جائزة أوسكار له، التي تكررت مرة ثانية عام 2019 كأفضل ممثل في دور مساعد، من خلال فيلم Once Upon a Time in Hollywood أو حدث ذات مرة في هوليوود للمخرج كوينتين تارانتينو، وشاركه بطولته النجم ليوناردو دي كابريو.