بدأت الانتخابات العامة في الهند 19 أبريل الماضي، وتستمر ستة أسابيع، ومن المقرر أن يتم إعلان النتائج في 4 يونيو المقبل، وسيختار الناخبون، الذين يشكلون أكثر من 10% من سكان العالم، 543 عضوًا لمجلس النواب بالبرلمان لمدة خمس سنوات.
وتعتبر هذا الانتخابات الأضخم في هذا الكوكب، إذ يشارك قرابة مليار شخص يحقّ لهم التصويت في الانتخابات العامة الهندية لاختيار رئيس وزرائهم الجديد، في أكبر انتخابات ديمقراطية بتاريخ البشرية.
وتضع الانتخابات العامة في الهند رئيس الوزراء ناريندرا مودي، القومي الهندوسي، في مواجهة تحالف واسع من أحزاب المعارضة التي تكافح من أجل اللحاق بالركب.
ويواجه رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي تهديدًا كبيرًا من أميت شاه الذي قال البعض إنه "ثاني أقوي رجل في الهند".
أميت شاه.. تهديد كبير لمودي
يعد أميت شاه صاحب الـ60 عامًا- الذي وصفته وسائل الإعلام بأنه "ثاني أقوى رجل" في الهند، والعقل المدبر الذي يقف وراء الصعود الاستثنائي لحزب بهاراتيا جاناتا، المرشح الأكثر شراسة لرئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي.
يعد أميت شاه شخصية مهمة في السياسة الهندية، ويشتهر بفطنته الاستراتيجية وبراعته التنظيمية داخل حزب بهاراتيا جاناتا (BJP).
ولد شاه في 22 أكتوبر 1964 في مومباي، وبدأ رحلته السياسية منذ أيام دراسته الجامعية عندما كان مرتبطًا بمنظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج (RSS)، وهي منظمة قومية هندوسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحزب بهاراتيا جاناتا.
ثم ارتقى شاه في صفوف حزب بهاراتيا جاناتا بسبب استراتيجياته السياسية الذكية وتفانيه في خدمة أيديولوجية الحزب. وشغل مناصب مختلفة داخل الحزب، بما في ذلك منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية في حكومة ولاية جوجارات خلال فترة ولاية ناريندرا مودي كرئيس للوزراء. وأثبت ارتباط شاه الوثيق بمودي فعاليته في حياته السياسية.
وجاء أحد أهم إنجازات شاه في عام 2014 عندما حقّق حزب بهاراتيا جاناتا، بقيادة ناريندرا مودي، فوزًا ساحقًا في الانتخابات العامة، وحصل على الأغلبية في البرلمان الهندي.
وبعد الفوز، تم تعيين شاه رئيسًا لحزب بهاراتيا جاناتا، خلفًا لراجناث سينج. وتحت قيادته، واصل حزب بهاراتيا جاناتا هيمنته الانتخابية، وفاز في العديد من انتخابات الولايات ووسع نفوذه في جميع أنحاء البلاد.
وفي عام 2019، عندما حصل حزب بهاراتيا جاناتا على ولاية ثانية على التوالي في الانتخابات العامة، لعب أميت شاه دورًا حاسمًا في الحملة وكذلك في تشكيل الحكومة. ثم تولى منصب وزير الداخلية في حكومة مودي، بعد ما أشرف على واحدة من أهم الوزارات في الهند المسؤولة عن الأمن الداخلي والقانون والنظام والهجرة.
وكوزير للداخلية، شارك شاه في العديد من المبادرات السياسية الرئيسية والإصلاحات التشريعية التي تهدف إلى تعزيز الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، ومعالجة القضايا المتعلقة بالاضطرابات الداخلية. وقد تميزت فترة ولايته بنهج استباقي تجاه تحديات الأمن القومي، بما في ذلك الجهود المبذولة لإعادة صياغة قوانين الجنسية الهندية واتخاذ موقف حازم بشأن النزاعات الحدودية.
ويتميز أسلوب قيادة أميت شاه بنهجه العملي، وغرائزه السياسية الحادة، والتزامه الثابت بإيديولوجية حزب بهاراتيا جاناتا. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه أحد أكثر السياسيين تأثيرًا وقوة في الهند، حيث يشكل المشهد السياسي في البلاد من خلال رؤيته الإستراتيجية ومهاراته التنظيمية.
ومع ذلك، واجهت فترة ولايته أيضًا انتقادات من أحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني بشأن قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان والتعامل مع المعارضة.