الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نقل قسري ومحاولة طمس الهوية.. الإندبندنت: روسيا تختطف المعاقين الأوكران

  • مشاركة :
post-title
وفق "الإندبندنت" يعتبر الجنود الروس المعاقين "أهدافًا سهلة"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع تصاعد التوترات وحرب التصريحات بين المملكة المتحدة وروسيا بشأن العملية العسكرية المستمرة في أوكرانيا، زعم تحقيق لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن مئات من ذوي الإعاقة في المناطق التي سيطرت عليها موسكو، يتم خطفهم وشحنهم إلى روسيا.

وعبر عدد من المقابلات، التي استمرت على مدار 18 شهرًا، مع من قالت إنهم "الأوكرانيون المعاقون الذين لم يتمكنوا من الفرار من العنف وإراقة الدماء بمفردهم"، روت الصحفية بيل ترو، مزاعم الاختطاف تحت ذريعة "رحلة إلى البحر".

وبينما تنفي روسيا ارتكاب أي جرائم في أوكرانيا، روجت لهذه الرحلات باعتبارها "عمليات إجلاء" قانونية؛ بينما تشير "الإندبندنت" إلى "النقل القسري وترحيل المدنيين، وهو ما يعد جريمة حرب وجريمة محتملة ضد الإنسانية".

وقالت ترو إنها تمكنت من التحقق من 500 مفقود، بين أكتوبر 2022 وصيف 2023؛ مشيرة إلى أن مسؤولون أوكرانيون يعتقدون أن العدد الحقيقي قد يكون بالآلاف.

وشملت المقابلات بعض الذين تم نقلهم بشكل غير قانوني، وعائلات بعض من في عداد المفقودين، وموظفي المؤسسات المستهدفة والجمعيات الخيرية التي تحاول تحديد مكان المفقودين.

كما رصدت مجموعات "تليجرام" روسية رسمية تحدثت عن برامج نقل مئات الأشخاص من المؤسسات.

أهداف سهلة

تقول ترو: "في كثير من الحالات، تم تضليل الأشخاص الذين تم اعتقالهم أو الكذب عليهم بشأن ما كان يحدث، وتم احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف مزرية، وأجبروا على استخدام جوازات سفر روسية من أجل تأمين العلاج أو الرعاية".

وأضافت: "هناك تقارير موثوقة تفيد بأن الأطفال ذوي الإعاقة من بينهم قد تم إرسالهم إلى معسكرات "إعادة التعليم"، حيث يتم إعطاؤهم دروسًا مؤيدة لروسيا مع كتب التاريخ واللغة المنقحة".

ونقلت عن جيرارد كوين، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حتى نوفمبر -والذي كتب عدة تقارير عن أوكرانيا- إن ذوي الإعاقة في أوكرانيا كانوا معرضين للخطر بشكل خاص، حيث اعتبرهم الجنود الروس "أهدافًا سهلة".

ويزعم المسؤولون الأوكرانيون أن استهداف ذوي الإعاقة هو "جزء من جهد روسي أوسع ومنسق لإبادة الهوية الأوكرانية، ويمكن أن يصل إلى حد الإبادة الجماعية".

ووفق ديميتري لوبينيتس، مفوض أوكرانيا لحقوق الإنسان "تحاول روسيا محو الهوية الأوكرانية، ويجب علينا أن نعترف بكل هذا باعتباره جريمة إبادة جماعية".

وقال: "بوتين يخلق ما يسمى روسيا الجديدة. لغة واحدة فقط، الروسية. يجب أن يكون لدى جميع الأشخاص جواز سفر واحد، روسي. يجب عليهم التصويت لرئيس واحد فقط لروسيا".

ويقول مكتب لوبينيت إنه ناشد روسيا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مرارًا وتكرارًا، تقديم أرقام محددة بشأن ذوي الإعاقة الذين تم نقلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا، لكنه فشل في الحصول على رد.

مستشفيات نفسية

وفق اتفاقية جنيف الرابعة يُسمح بإجلاء المدنيين دون موافقتهم كاستثناء، إذا كان ذلك من أجل سلامة السكان أو لأسباب عسكرية، مثل تطهير منطقة قتالية.

لكن، في المجمل، تشير تقديرات أوكرانيا إلى أن ما يصل إلى 19 ألف طفل -من بينهم المئات من القاصرين ذوي الإعاقة- تم نقلهم إلى روسيا؛ وهو ما وصفته سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا، بأنه "من أبشع الجرائم في الحرب".

وبينما الآليات الأوكرانية المعمول بها على المستوى الحكومي -حتى الآن- تركز فقط على الأطفال الذين يتم نقلهم إلى روسيا أو الأراضي التي تحتلها روسيا، يتعين على البالغين ذوي الإعاقة أن يجدوا طريقة للعودة بمفردهم.

ومن بين الجرائم المزعومة التي تناولها التحقيق البريطاني، استخدام الجنود الروس مجموعات من ذوي الإعاقة كدروع بشرية، وحرمانهم من الغذاء والدواء في مناطق الخطوط الأمامية، مما أدى، في إحدى الحالات، إلى مقتل 12 شخصًا.

ويظهر التحقيق الذي أجرته صحيفة "الإندبندنت" عدم وجود خطط إخلاء متماسكة للمنشآت الصحية عندما توغلت الدبابات الروسية عبر الأراضي الأوكرانية، مع وجود نقص في البيانات.

كما أشارت ترو، عبر مصادرها، إلى أن الأطفال الذين أخذهم الجنود الروس نُقلوا في حافلات وتم توزيعهم بين مستشفى للأمراض النفسية في سيمفيروبول -ثاني أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم- بالإضافة إلى مؤسسة في بلدة سكادوفسك المطلة على البحر الأسود، والواقعة تحت سيطرة روسيا أيضًا.

وتم تأكيد هذه الأحاديث لاحقًا من قبل أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، في منشور عبر حسابه الرسمي على "تليجرام".

ونقل التحقيق عن مسؤولة حقيقية أوكرانية قولها: "لم يتم إخبار الذين ساعدناهم أنهم ذاهبون إلى روسيا، بل قيل لهم إنهم ذاهبون إلى شبه جزيرة القرم لقضاء فصل الشتاء فقط. لقد وُعدوا بأنهم يستطيعون العودة، لكن لم يتم إعادة أحد".

كما أعربت إيرينا فيدوروفيتش من مجموعة "الكفاح من أجل حقوق ذوي الإعاقة" الأوكرانية عن قلقها من أن الحكومة الأوكرانية والمجتمع الدولي لا يبذلان ما يكفي لتعقب الأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم على العودة.

حياة مريحة

في مقابل المزاعم الأوكرانية، نشرت ماريا لفوفا بيلوفا، المفوضة الروسية لحقوق الطفل، على "تليجرام" أيضًا، أنه "تم إجلاء 52 طفلاً، بما في ذلك الأطفال ذوي الإعاقات الخطيرة، من مؤسسة أوليشكي إلى شبه جزيرة القرم".

وبررت بيلوفا قرار النقل بأن "الوضع على خط المواجهة أصبح خطيرًا للغاية، بحيث لا يستطيع الأطفال البقاء فيه".

وفي 6 نوفمبر 2022، أشار حساب "تليجرام" تابع للإدارة الروسية في خيرسون إلى إجلاء 400 شخص يعيشون في دار إيواء بريستان وكاخوفكا للمسنين والعجزة والمعاقين في جنوب أوكرانيا.

وتقول المنشورات إن سيارات الإسعاف نقلتهم أولاً إلى شبه جزيرة القرم، ثم إلى مدينتي روستوف وفورونيج الروسيتين -على بعد حوالي 750 كيلومتراً- وذلك "من أجل حياة مريحة".