خلص تحليل أجرته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إلى أن جيش الاحتلال يستهدف الأطفال في غزة، بذخائر دقيقة التوجيه.
وفى 16 أبريل الماضي، نفذ جيش الاحتلال ضربة في مخيم المغازي للاجئين في غزة، باستخدام طائرة مسيرة محملة بذخائر دقيقة التوجيه، استهدفت مجموعة واسعة من الأطفال الذين كانوا يلهون في الموقع، وأودت بحياة ما لا يقل عن عشرة أطفال، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن منى عودة والدة الطفلة شهد، التي استشهدت جراء الضربة الإسرائيلية لتجمع الأطفال في مخيم المغازي: "إنها ما زالت غير قادرة على تصديق أن ابنتها الوحيدة لن تعود إلى المنزل أبدًا".
وكانت الطفلة شهد (10 سنوات) تلهو مع الأطفال في نفس عمرها بجوار متجر كعك في مخيم المغازي، حين استهدفتهم الضربة الإسرائيلية بطائرة دون طيار محملة بالذخيرة دقيقة التوجيه. ولم يعلن جيش الاحتلال مسؤوليته عن الهجوم الذي أدى في النهاية إلى استشهاد شهد و10 أطفال آخرين.
ويؤكد تحليل لموقع الهجوم، والذي وثقه صحفي مستقل يعمل لدى "سي. إن. إن" في غزة، مسئولية جيش الاحتلال عن الهجوم.
كما توصل ثلاثة خبراء في الذخائر، راجعوا مقاطع فيديو وصور تظهر الأضرار الناجمة عن الضربة والشظايا التي خلفتها، إلى نفس النتيجة بشكل مستقل، بأن المجزرة من المحتمل أن تكون ناجمة عن ذخيرة دقيقة التوجيه نشرها جيش الاحتلال.
وقال كريس كوب سميث، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني وخبير أسلحة، وله خبرة في التحقيق في الذخائر التي يستخدمها جيش الاحتلال في غزة، إنه بناءً على الصور المتاحة لآثار الضربة، يؤكد أنها كانت "بالتأكيد" ناجمة عن صاروخ موجه بدقة أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار. وأضاف: "هناك جانب معين لهذا الصاروخ بالتحديد، وهو واضح للغاية، وله عواقب مدمرة".
وسقط الصاروخ الإسرائيلي على بعد أمتار قليلة من شهد وأصدقائها الأطفال، وهم يجلسون على طاولة كرة القدم في هذا النطاق، وكانت وفاتهم لا مفر منها.
ووثقت "سي. إن. إن" شظايا من الذخيرة التي جمعها عم شهد في مكان الحادث، بما في ذلك ما يبدو أنه جزء من لوحة دائرة كهربائية.
وقد خلفت الضربة حفرة صغيرة في الطريق، وأظهرت الصور من مكان الحادث المباني المحيطة بها ثقوب صغيرة، والتي أكد خبراء الأسلحة، أنها مؤشر على الشظايا الناجمة عن صاروخ متطور.
ونقلت "سي. إن. إن" عن كريس لينكولن جونز، وهو ضابط عسكري بريطاني سابق وخبير في حرب الطائرات بدون طيار، إن لوحة الدائرة الكهربائية التي تم اكتشافها في مكان الضربة كانت حاسمة في تمييز الذخيرة. وقال إن "قذائف المدفعية تحتوي على عدد قليل جدًا من المكونات الإلكترونية، وتشير لوحة الدوائر إلى أنه تم نشر سلاح متطور ودقيق التوجيه".
وكان لجينزن جونز، المتخصص في الذخائر ومدير شركة الأبحاث "أرمامينت ريسيرش سيرفيس" Armament Research Services، نفس الرأي قائلا إن "البقايا تشير بقوة إلى وجود ذخيرة موجهة، على الأرجح صاروخ موجه".
وقال كوب سميث إنه يعتقد أنه "ليس هناك شك" في استخدام ذخيرة إسرائيلية في الهجوم، قائلًا إن المسلحين الفلسطينيين "ليس لديهم أي شيء بهذا القدر من التطور" في ترسانتهم.
ويقوم جيش الاحتلال بمراقبة قطاع غزة على نحو مستمر، وقال خبراء الأسلحة لـ"سى إن إن" إن هذا النوع من الذخائر لن يتم إطلاقه دون تقييم المنطقة أولاً، مما يثير تساؤلات حول كيفية اتخاذ القرار بتنفيذ الضربة.
وبعد يومين من الضربة، قال جيش الاحتلال إنه ضرب "هدفًا " في المغازي لكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم لا علم لهم بعدد الضحايا.
وبعد أسبوعين من الضربة، وبعد نشر تحليل "سى إن إن"، قال جيش الاحتلال إنه ليس لديه أي سجل للضربة التي استهدفت الأطفال في مخيم المغازي.
وأمس الخميس، استشهد الطفل أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، بعد 16 يوما من المعاناة في مستشفى شهداء الأقصى، بعد إصابته بكسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ، جراء الضربة الإسرائيلية للأطفال في المغازى.