ـ فرحتي لا توصف بتحقيق الفيلم أصداء في المحافل الدولية
لا يزال الفيلم التونسي "بنات ألفة"، يحقق أصداء واسعة في المحافل الدولية، وموضع اهتمام الجمهور والنقاد، فبعد حصوله على عدة جوائز عالمية بينها جائزة "العين الذهبية"، لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ 76، وأفضل فيلم دولي في مهرجان "ميونيخ"، وأيضًا أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "جوثام الدولي"، شهد عرضه في مهرجان مالمو للسينما العربية، وحاز على إعجاب الحضور وحصدت مخرجته هنية بن كوثر جائزة أفضل إخراج.
الفيلم الذي يتناول قصة حقيقية وقعت عام 2016 لسيدة تونسية تدعى "ألفة"، لديها 4 بنات، تُفاجأ بانخراط اثنتين منهما للقتال في صفوف "تنظيم داعش الإرهابي"، بليبيا، حيث تشارك به ألفة وابنتاها الأصغر آية وتيسير الشيخاوي، فيما تؤدي الأم في مشاهد درامية الفنانة التونسية هند صبري، وتلعب الممثلة نور قروي دور رحمة الشيخاوي، بينما تجسد إشراق مطر شخصية غفران الشيخاوي.
كانت هذه التجربة بمثابة علامة فارقة لكل صنّاع العمل، بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في المحافل الدولية، وحول ذلك تقول الممثلة التونسية نور قروي إحدى بطلات العمل لـ موقع "القاهرة الإخبارية": "هذه أول انطلاقة سينمائية لي، فأنا في الأصل ممثلة مسرحية وهذه التجربة كانت علامة فارقة في مشواري المهني، فلقد أضافت لي الكثير واكتشفت من خلالها قدرات تمثيلية لم أكن أعرفها".
تجربة مختلفة
تضيف: "كان تحديًا كبيرًا أن أجسّد شخصية حية وما زالت موجودة في عمل درامي، لذا حرصت على فهم هذه الشخصية ومذاكرتها بشكل كبير للغاية، فكنت أقوم بمشاهدة مقاطع فيديو لشخصيتي رحمة وغفران التي انتشرت على الإنترنت بعد اختفاء البنتين وانضمامهما لداعش في ليبيا، فقد انضمت رحمة للتنظيم وعمرها 14 سنة، لذا فقد كانت صغيرة ومن السهل التأثير عليها، كما ناقشت ألفة وابنتاها الأصغر آية وتيسير لفهم شخصية رحمة والتعمق في تفاصيلها ودوافعها".
وتابعت: "صورنا لمدة ثلاثة أسابيع وكانت تجربة مختلفة على المستويين الفني والإنساني، وكنت أشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه الفيلم، ورغم أن رحمة تختلف تمامًا عني ولكنني اقتربت من شخصيتها وقدمتها بشكلها المناسب، وكانت أصعب المشاهد التي قابلتني في هذا العمل هي مشاهدي مع الأم ألفة واتهمها بأن مصيرها جهنم إذ لم تنضم لتنظيم داعش".
مساحة الارتجال
تشيد الفنانة الشابة بالتعاون مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، إذ تقول: "التعامل معها كان سلسًا للغاية، فكنت على راحتي وأشعر بالاطمئنان أثناء التصوير، كما أنها تعطينا مساحة للارتجال، وكانت أجواء العمل أشبه بالعائلة ومليئة بالطاقة الإيجابية، بينما الفنانة هند صبري فكنت أشعر بالخوف والقلق من الوقوف أمامها فهي ممثلة كبيرة في تونس والوطن العربي، ولكنها كسرت هذا الحاجز وكانت تنصحنا وتعلمنا منها الكثير، والتعاون معها كان ممتعًا ومفيدًا، وحقيقي كانت تجربة مهمة وفارقة بالنسبة لي".
حلم تحقق
حول حصول فيلم "بنات ألفة"، على العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية، تقول الفنانة التونسية: "فرحة لا توصف بحصول فيلمنا على جوائز عديدة وكان حلم بالنسبة لنا أن نسير على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي ونحصد أربع جوائز عن الفيلم، وأظن بعد هذه الخطوة ستكون المسؤولية كبيرة لي في اختيار الأعمال التي سأشارك فيها حتى تكون على نفس مستوى "بنات ألفة".
وتضيف: "أتمنى تقديم قضايا إنسانية تمثل الوطن العربي وأن أتواجد في المحافل الدولية بأفلام مهمة تحكي عن الناس في تونس والوطن العربي، كما أتمنى أن يكون لي تواجد في مصر فهي هوليوود الشرق ومصنع الدراما والسينما في العالم العربي ولا يوجد لها منافس من وجهة نظري، كما أريد تقديم شخصيات مختلفة بعيدة عني حتى تكون تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، وتبرز إمكانياتي وموهبتي التمثيلية، فطموحاتي الفنية كثيرة وأتمنى تقديمها يومًا ما".