كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن أن الرصيف البحري المؤقت الذي تعتزم الولايات المتحدة إقامته قبالة شواطئ قطاع غزة، سيبدأ عملياته لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، نهاية الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ المساعدات في التدفق إلى غزة، بداية الأسبوع المقبل.
الرصيف البحري المؤقت
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي أن قرار بدء تشغيل الرصيف البحري سيتخذ يوم الجمعة المقبل، ما سيتيح بدء تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، رُبما يوم السبت أو الأحد المقبلين، لكنها حذرت من احتمال تأخر هذا الجدول الزمني بسبب عوامل بيئية، مثل الطقس أو مشكلات لوجستية.
وقالت سابرينا سينج، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الأربعاء، إن الرصيف اكتمل بنسبة تزيد على 50%، لكنها لم تحدد موعدًا محددًا للعمليات، قائلة إنه سيكون جاهزًا لإيصال المساعدات إلى غزة بحلول أوائل مايو.
ووفقًا للصحيفة، يتضمن المشروع إنشاء رصيف عائم على مسافة بضعة أميال من شاطئ القطاع وجسر عائم مرتبط بالشاطئ، وستفرغ السفن التجارية شحنات المساعدات على الرصيف، ليتم نقلها بعد ذلك إلى المنصة العائمة عبر قوارب صغيرة تديرها القوات البحرية الأمريكية، ومن هناك سيتولى عمال الأمم المتحدة مهمة توزيعها.
خطة بايدن
في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر مارس الماضي، أعلن عن خطة لإنشاء ميناء بحري مؤقت قبالة سواحل قطاع غزة، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين في القطاع عبر الممر البحري.
واعتبرت هذه الخطوة محاولة من إدارة بايدن لرد الفعل على انتقادات المنظمات الحقوقية والإنسانية بشأن قصور الجهود الأمريكية لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة المحاصرة منذ سنوات، كما اعتُبر المشروع وسيلة لتجاوز معارضة الحكومة الإسرائيلية لفتح معابرها البرية أمام المزيد من شاحنات المساعدات المتجهة إلى القطاع.
حماية المشروع
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن نحو ألف جندي وبحار أمريكي يشاركون في هذا المشروع اللوجستي المعقد، بالإضافة إلى دعم كبير من دول شريكة لم تسمها. كما ستتولى قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية توفير الحماية الأمنية للعملية، حيث ستنشر إسرائيل آلاف الجنود والسفن والطائرات لتأمين المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن العملية ستمكن من نقل ما يعادل 150 شاحنة من المساعدات يوميًا إلى غزة في بداية التشغيل، على أن يرتفع هذا العدد لاحقًا ليصل إلى 220 شاحنة، ليشكل زيادة كبيرة عن المعدلات الحالية البالغة 220 شاحنة يوميًا عبر المعابر البرية مع إسرائيل.
مخاوف أمنية
على الرغم من هذه الخطوة الإنسانية، إلا إن وجود قوات أمريكية قبالة شواطئ غزة قد يعرضها لمخاطر جدية، إذ أقر وزير الدفاع لويد أوستن بأنه "من الممكن" أن يتعرض الجنود الأمريكيين العاملين على الرصيف لإطلاق نار.
كما يواجهون خطر التضرر بشكل عرضي من الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع.
وتشير "بوليتيكو" إلى أن تلك المخاوف دفعت بالإدارة الأمريكية للتأكيد على أن الجنود الأمريكيين لن يضعوا أقدامهم على أرض قطاع غزة، وإنما سيبقون قبالة الشواطئ لإدارة عمليات نقل المساعدات.