تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، لبناء رصيف بحري مؤقت على شواطئ قطاع غزة؛ بهدف المُساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية، بالتوازي مع ما يتم تقديمه عبر المعابر وعمليات الإسقاط الجوي، حيث من المُنتظر أن يتم الانتهاء منه في مايو المقبل، وسيتم تسليمه في النهاية إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويلوح خطر المجاعة في الأفق، بين جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، مع ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه أكثر من نصف السكان في شمال غزة مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وتظهر على ما يقرب من 30% من الأطفال في شمال غزة علامات سوء التغذية الحاد.
رصيف مؤقت
ومن أجل منع حدوث ذلك، زعمت الولايات المتحدة، وفق ما قاله مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأمريكية وإدارة بايدن، بحسب المنشور على موقع البنتاجون، أن أفرادًا من الجيش الأمريكي بدأوا في بناء رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية.
ومن المتوقع الانتهاء من بناء الرصيف في أوائل شهر مايو، وبمجرد اكتماله، فإنه سيسهل في البداية إيصال ما يقدر بنحو 90 حمولة شاحنة من المساعدات الدولية إلى غزة، وسيصل إلى ما يصل إلى 150 حمولة شاحنة بمجرد تشغيله بكامل طاقته.
المعدات المطلوبة
تمت الاستعانة بجنود من لواء النقل السابع بالجيش الأمريكي في قاعدة "لانجلي-يوستيس" المشتركة، بفيرجينيا، وبحارة من مجموعة "نافل بيتش" في قاعدة "كورونادو البحرية البرمائية"، بكاليفورنيا، لنشر القدرة اللوجستية المشتركة لوزارة الدفاع لبدء مهام نقل المعدات المطلوبة.
وبعد أقل من يومين من خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن، الشهر الماضي، وبحسب البنتاجون، بدأت أولى المركبات المائية العديدة المستخدمة لبناء الرصيف في العبور لمدة أسابيع إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، مشددين على أنه لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في غزة كجزء من العملية.
تفاصيل الرصيف البحري
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لبناء جسر يبلغ طوله حوالي 1800 قدم، يتكون من أقسام مرتبطة ببعضها البعض، والتي تُعرف باسم رصيف ترايدنت، حيث يتطلب تنفيذه تصميمًا معقدًا للدعم اللوجستي وسفن الإنزال التي تحمل المعدات المستخدمة.
ويشارك في العملية حوالي 1000 جندي وبحار أمريكي، وتقوم الوحدات أيضًا ببناء منشأة تفريغ بعرض 72 قدمًا وطول 270 قدمًا، والتي ستبقى على بعد حوالي ثلاثة أميال قبالة شاطئ غزة، وتمكن سفن الشحن من تفريغ شحنات المساعدات في البحر قبل نقلها إلى الشاطئ.
جدول زمني
ويسير العمل في الرصيف البحري، كما يقول مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، وفق الجدول الزمني المتوقع، حيث تعمل الولايات المتحدة لمراقبة البيئة الأمنية المحيطة بالرصيف؛ لضمان سلامة القوات العاملة، وإعادة تقييم الأمن، على أن يتم اتخاذ قرار باستمرار العمل والمضي قدمًا في عمليات الإنشاء من عدمه وفق المستجدات الأمنية،
وقامت الولايات المتحدة بالتنسيق مع قوات الدفاع الإسرائيلية لتوفير حماية الأفراد الأمريكيين العاملين في البحر، ومن المنتظر أن يتم تسليم الرصيف المؤقت على الشاطئ في غزة بمجرد اكتمال البناء في البحر، بحسب وزارة الدفاع، إلى وحدة هندسية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
مساعدات إضافية
وترى الإدارة الأمريكية أن بناء الرصيف البحري أمر بالغ الأهمية للحصول على مساعدة إضافية للسكان، ولن يكون بديلًا عن التوصيل البري للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، حيث يوجد هناك العديد من الطرق البرية والمعابر، التي من المنتظر أن يتم فتحها وفقًا للبنتاجون.
وستتعاون الولايات المتحدة مع العديد من الوكالات الأممية ومنظمات الإغاثة؛ بهدف توصيل المساعدات المنقذة للحياة بمجرد وصولها إلى غزة عبر الممر البحري، حيث بدأ مقدمو المساعدات في تخزين البضائع في قبرص لتسليمها بمجرد إنشاء الرصيف.