الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجازر إسرائيل الغائبة عن واشنطن.. عقوبات أتلفها الهوى الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

رغم التجاوزات التي كانت عيانًا بيانًا أمام العالم أجمع من الحكومة الإسرائيلية ضد الإدارة الأمريكية، ما قد تواجهها الأخيرة بإجراءات لا تعدو كونها تصريحات رنانة، إلا أنها ما تفتأ أن تهدأ بعد ذلك وتعود العلاقة إلى الحميمية كما بدأت واستمرت حتى الحين.

5 عقوبات كأن لم تكن

بعض الاستقالات التي أُعلن عنها لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، احتجاجًا على سياسة واشنطن تجاه حرب الإبادة في غزة، كشفت تغاضي واشنطن عن انتهاكات وتجاوزات دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين.

حتى العقوبات التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رفضها ضد 5 وحدات عسكرية وأمنية في جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تكن تتعلق اي واحدة منها بالانتهاكات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في غزة 7 أكتوبر الماضي، التي تواجه فيها اتهامات دولية بانتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تدرس فرض عقوبات على 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي بسبب "الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان"، وكلها أحداث قبل 7 أكتوبر ولم يحدث أي منها في غزة، لكنها أقرت أنه لن يتم فرض أي عقوبات على 4 منها.

وبددت واشنطن المخاوف الإسرائيلية من الخطوات الأمريكية غير المسبوقة، حول فرض عقوبات على 5 وحدات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت أنها قررت عدم فرض عقوبات على 4 منها، وفيما يتعلق بالخامسة وهي كتيبة نيتساح يهودا فلم يتم اتخاذ القرار بعد حيالها، وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وزير الخارجية الأمريكية
فشل الخارجية الأمريكية

وكشف تقرير استقصائي عن فشل وزارة الخارجية الأمريكية في اتخاذ إجراءات بشأن التقارير الداخلية عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ما يثير تساؤلات جديدة حول ما إذا كان استمرار واشنطن في إمداد إسرائيل بالأسلحة يشكل انتهاكًا للقانون الأمريكي، وفق موقع الصحافة الاستقصائية "ProPublica".

ونقل "ProPublica" عن مسؤولين، قولهم إن لجنة خاصة شكّلتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوصت بحرمان العديد من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي من التمويل الأمريكي، بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكن وزارة الخارجية لم تتخذ بعد أي إجراءات بعد بشأن التوصيات.

وحتى الآن، بررت إدارة بايدن استمرار تدفق الأسلحة إلى إسرائيل -على الرغم من التحذيرات واسعة النطاق بوقوع انتهاكات- زاعمين أن الولايات المتحدة لديها آليات داخلية تراقب الصراع باستمرار، وأنها لم تجد أن إسرائيل انتهكت بعد القانون الإنساني الدولي.

انتهاكات قبل 7 أكتوبر

ووقعت معظم الحوادث التي تنطوي على انتهاكات في الضفة الغربية المحتلة قبل 7 أكتوبر واندلاع حرب غزة. وتضمنت عمليات قتل خارج نطاق القضاء على أيدي شرطة الحدود، وقضية تم فيها تكميم أفواه رجل فلسطيني أمريكي مسن، وتقييد يديه وتركه ليموت، وقضية أخرى عن محققين قاموا بتعذيب واغتصاب مراهق متهم بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف.

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكتب على موقع "إكس" خلال الشهر الجاري: "لقد كنت أعمل في الأسابيع الأخيرة ضد فرض عقوبات على المواطنين الإسرائيليين، في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا وحوشًا إرهابية، فإن نية فرض عقوبات على وحدة في الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي، والتزم بمحاربة هذه الخطوة".

تسببت الهجمة العسكرية العنيفة من قوات الاحتلال في غزة إلى استشهاد نحو 34 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال
معاملة خاصة

وقال "تشارلز أو بلاها"، المدير السابق لمكتب الأمن وحقوق الإنسان التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال من منصبه أغسطس الماضي: "إنه لاحظ مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل تتلقى معاملة خاصة من المسؤولين الأمريكيين عندما يتعلق الأمر بمزاعم الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين، وفق شبكة "سي تي في نيوز" الكندية.

وأكد "بلاها"، وهو ثاني مسؤول كبير في أمريكا يوضح، في حوار شبكة "سي تي في نيوز" الكندية، أنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الولايات المتحدة مترددة في تطبيق القوانين المطلوبة من الجيوش الأجنبية التي تتلقى المساعدات الأمريكية.

وأضاف: "من خلال تجربتي، تحظى إسرائيل بمعاملة خاصة لا تحصل عليها أي دولة أخرى، وهناك احترام غير مبرر، في كثير من الحالات، للجانب الإسرائيلي من الأمور عندما تطرح الولايات المتحدة أسئلة حول مزاعم ارتكاب إسرائيل مخالفات ضد الفلسطينيين"، مشددًا على أن هناك أدلة مقنعة وذات مصداقية على أن القوات الإسرائيلية تصرفت بشكل غير قانوني.

وتكررت تعليقات "بلاها" مع مسؤول آخر في وزارة الخارجية وعضو اللجنة، "جوش بول" الذي استقال من منصبه كمدير يشرف على عمليات نقل الأسلحة إلى جيوش الدول الأخرى في أكتوبر، احتجاجًا على قيام الولايات المتحدة بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل وسط حربها في غزة.

أكبر متلق للمساعدات العسكرية

وتعد إسرائيل تاريخيًا أكبر متلق للمساعدات العسكرية للولايات المتحدة، ووقّع بايدن، الأربعاء الماضي، تشريعًا للحصول على 26 مليار دولار إضافية كمساعدات في زمن الحرب. لكن بايدن تعرض لضغوط متزايدة بشأن هذا الدعم مع تزايد الوفيات بين الفلسطينيين.

وبدأت الحرب الأخيرة لإسرائيل داخل قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر، بهجوم على غزة تسبب في دمار واسع النطاق وقتل أكثر من 34 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.