وصف العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية ردود الفعل الداخلية حول العقوبات الأمريكية المحتملة ضد الجيش الإسرائيلي، تارة بالذعر، وتارة أخرى بأنها تجاوز للخطوط الحمراء، فيما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالسخافة والانحطاط الأخلاقي.. فماذا تعني تلك العقوبات؟
ذعر إسرائيلي
وصفت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" العبرية القرار الأمريكي المحتمل ضد كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي؛ بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، أن "إسرائيل مذعورة مما ورد بأن الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات على وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي لها تاريخ من الانتهاكات".
فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القرار بأنه "سخافة وانحطاط أخلاقي"، وكتب على موقع "X"، "إن نية فرض عقوبات على وحدة في الجيش الإسرائيلي هي قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي، وألتزم بمحاربة هذه الخطوة".
حرمان من الصناعة الأمريكية
ويعني القرار الأمريكي المحتمل "وقف نقل الأسلحة والمعدات الأمريكية الصنع إلى كتيبة "نيتساح يهودا"، حيث يستخدم المقاتلون في الكتيبة أسلحة أمريكية من طراز M-16 وليس "تافور" الإسرائيلية، وفق "يديعوت أحرنوت".
وأضافت الصحيفة العبرية "إن جنود كتيبة "نيتساح يهودا" يستخدمون سيارات جيب هامر ومعدات شخصية أمريكية الصنع، والآن هناك شك كبير فيما إذا كان سيتم توفير المزيد من هذه المعدات، أو إذا كان الجيش الإسرائيلي سيكملها من مصادر أخرى".
منع من التدريب
ونقلًا عن مصادر أمريكية لم يذكر اسمها، وفق تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن "العقوبات ستمنع نقل الأسلحة الأمريكية إلى وحدة المشاة اليهودية المتشددة إلى حد كبير، وتمنع جنودها من التدريب مع القوات الأمريكية أو المشاركة في أي أنشطة بتمويل أمريكي، بموجب قوانين ليهي".
وتحظر القوانين التي صاغها السيناتور باتريك ليهي، في أواخر التسعينيات تقديم المساعدة العسكرية للأفراد أو وحدات قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولم يتم تقديمها إلى العدالة.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، "إن قرار معاقبة نيتساح يهودا يستند إلى بحث تم إجراؤه قبل 7 أكتوبر، والذي فحص الأحداث في الضفة الغربية"، وفق "أكسيوس".
ما هي كتيبة "نيتساح يهودا"؟
ظلت كتيبة "نيتساح يهودا" محور العديد من الخلافات المرتبطة بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، وهي وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة في الضفة الغربية، أصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
ودخلت الكتيبة المثيرة التي تصفها وسائل إعلام متعدد بـ"سيئة السمعة" في دائرة الضوء، بعد وفاة المسن عمر أسعد في يناير 2022، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 78 عامًا.
وتوفي المسن عمر أسعد بعد أن اعتقله جنود الكتيبة المذكورة عند حاجز تفتيش، والذي تم تكبيل يديه وتكميم فمه وتركه على الأرض في منتصف الليل في ليلة برد قارس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدها ساعات قليلة ليعثروا عليه ميتًا.
تحقيق دون محاكمة
واعترف الجيش الإسرائيلي بعد التحقيق في الحادث، بأنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية"، وتم توبيخ قائد الكتيبة وطرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود، ليغلق التحقيق الجنائي دون أي محاكمة.
وتتكون الكتيبة بشكل رئيسي من رجال الحريديم وشباب متطرفين لديهم آراء يمينية متطرفة، ولم يتم تضمينهم في وحدات قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي، ويتم منحهم وقتًا إضافيًا للصلاة والدراسة الدينية، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
شارك أعضاء الوحدة في العديد من حوادث العنف المثيرة للجدل، كذلك أدينوا في الماضي بتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين، كما حدث مع عمر أسعد.
ونقلت إسرائيل الوحدة من الضفة الغربية في ديسمبر 2022، رغم أنها نفت أنها فعلت ذلك بسبب سلوك الجنود، ومنذ ذلك الحين خدمت الكتيبة في شمال البلاد.