في خطوة مُتصاعدة في الجدل المُحتدم حول الفضائح المزعومة المتعلقة بهانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي، فتح محامو الأخير، النار على شبكة فوكس نيوز الأمريكية، متهمين إياها بالمشاركة في "مؤامرة لتشويه سمعة" موكلهم.
وفي رسالة حادة اللهجة وصلت نسختها إلى شبكة "سي إن إن" الأمريكية، طالب المحامون شبكة فوكس بإزالة الصور العارية لهانتر بايدن، التي قالوا إنها تم الحصول عليها بشكل غير قانوني عن طريق الاختراق أو السرقة أو التلاعب الرقمي، كما طالبوا بسحب جميع التقارير التي تزعم تورط عائلة بايدن في قضايا رشوة دولية.
إقامة دعوى قضائية
لم تكتف رسالة محامي هانتر بايدن بالمطالبة بإزالة المحتوى المسيء والتراجع عن المزاعم، بل ذهبت إلى حد التهديد برفع دعوى قضائية ضد فوكس نيوز.
وأشارت الرسالة صراحة إلى أن هانتر بايدن "يتوقع" رفع دعوى قانونية ضد الشبكة الإخبارية.
وبحسب الرسالة، فإن المحامين يصرون على أن تقدم فوكس نيوز تصحيحات وتراجعات على الهواء، بما في ذلك اعترافات من كبار مذيعيها بأنهم "يشاركون ادعاءات مفضوحة من مصدر تم توجيه الاتهام إليه فيدراليًا".
جذور القضية
تعود جذور هذه القضية الشائكة إلى ملفات تم العثور عليها على جهاز كمبيوتر محمول تركه هانتر بايدن في محل لصيانة أجهزة الكمبيوتر في ولاية ديلاوير.
وقد فقد هانتر ملكية الكمبيوتر ومحتوياته عندما فشل في دفع فاتورة الإصلاح واسترداد جهازه.
وزعمت تقارير إعلامية أن هذه المحتويات، التي لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، تتضمن أدلة على ممارسات فساد من قبل عائلة بايدن، بما في ذلك محاولات للاستفادة من نفوذ الرئيس جو بايدن لتحقيق مكاسب مالية شخصية في الخارج.
محاكمة صورية ومزاعم فساد صادمة
في أكتوبر 2022، بثت شبكة فوكس نيوز "محاكمة صورية" من 6 أجزاء حول هانتر بايدن على منصتها للبث المباشر "فوكس نيشان".
وتضمنت هذه "المحاكمة" الافتراضية مزاعم صادمة بشأن رشاوى مزعومة دفعتها شركة الطاقة الأوكرانية بوريسما لعائلة بايدن، إلى جانب صور جريئة تُظهر نجل الرئيس عاريًا أو متورطًا في أفعال جنسية.
ويطالب محامو هانتر بايدن الآن بإزالة هذه "المحاكمة الصورية" من جميع خدمات البث المباشر التابعة لفوكس.
اتهامات متبادلة بين الطرفين
في حلقة جديدة من هذا الصراع القانوني المرير، اتهم محامو بايدن فوكس نيوز بنشر مقالات استندت إلى تصريحات ألكساندر سميرنوف، مخبر سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي تم توجيه اتهامات له هذا العام بتقديم ادعاءات كاذبة حول دفع رشاوى لعائلة بايدن.
من جانبها، ردت فوكس نيوز باتهام المحامين بمحاولة "إسكات المبلغين عن المخالفات" وإلقاء اللوم على مكتب التحقيقات الفيدرالي "على سذاجته" فيما وصفته بأنه "تكتيك تخويف" والإشارة إلى "مؤامرة أعمق".
التحقيقات البرلمانية لا تزال مُستمرة
على الرغم من حدة هذا الجدل القانوني والإعلامي، لا تزال التحقيقات البرلمانية في مزاعم فساد عائلة بايدن مستمرة في مجلس النواب الأمريكي، إذ يستند المشرعون في تحقيقاتهم إلى سجلات مصرفية وأدلة أخرى غير محتويات الكمبيوتر المحمول نفسها.