الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبيل انتخابات حاسمة.. رئيس وزراء إسبانيا يتحدى المعارضة ويبقى في منصبه

  • مشاركة :
post-title
بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح فواز

في خطوة مفاجئة، قرر بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، عدم الاستقالة من منصبه بعد تهديده بذلك لـ5 أيام، في ظل حملة تشهير واسعة استهدفته هو وعائلته، إذ شدد في خطاب عاطفي للأمة، على رفضه للمناخ السياسي السام في البلاد والهجمات الشخصية التي تعرض لها، مشيرًا إلى أنه لن يسمح لهذه الحملة بإنهاء مسيرته السياسية رغم المعاناة التي سببتها لعائلته.

وأكد "سانشيز" استمراره في منصبه بعد أن حظى بدعم دولي واسع وتضامن محلي من قواعده الانتخابية، متحديًا بذلك توقعات المعارضة التي اتهمته بأنه ينفذ مسرحية ومناورة انتخابية، إذ يأتي قراره في وقت حرج قبيل استحقاقات انتخابية مهمة للبلاد.

5 أيام لدراسة الاستقالة

صدم "سانشيز" إسبانيا، الأربعاء الماضي، بنشر رسالة أعلن فيها تعليق مهامه العامة 5 أيام، لدراسة إمكان استقالته من منصبه الذي استمر فيه منذ 2018، مضيفًا أنه سيكشف عن قراره اليوم الاثنين، بسبب ما كان يصفه بـ"عملية مضايقة وترهيب" يتعرض لها هو وزوجته من قبل خصومه السياسيين والإعلاميين، بحسب ما تشير صحيفة "الجارديان" البريطانية، ويأتي هذا التلويح في وقت حرج للغاية، إذ يسبق انتخابات إقليمية في كتالونيا بأسابيع قليلة، فضلًا عن الانتخابات البرلمانية الأوروبية، المقررة يونيو المقبل.

ولطالما كانت هذه الاستحقاقات الانتخابية محط تركيز كبير بالنسبة لسانشيز وحزبه الاشتراكي، إذ تُمثل اختبارًا حاسمًا لشعبيته وقدرته على الحفاظ على تحالفه الحكومي مع أحزاب اليسار الأخرى، في ظل استمرار الهجمات الضارية من قبل أحزاب اليمين المتشدد.

تحقيق بشأن اتهامات بالفساد لزوجته

وسبق ذلك إعلان محكمة مدريد فتح تحقيق أولي في اتهامات لزوجة سانشيز، بيجونيا جوميز، بـ"جريمة محتملة للتأثير غير المشروع والفساد"، بعد شكوى قدمتها جماعة الضغط "أيادٍ نظيفة" ذات الصلات اليمينية المتطرفة.

في حين يشير محللون بحسب صحيفة "إل باييس" الإسبانية إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار حملة ممنهجة لتشويه سمعة سانشيز وزوجته، بهدف إضعاف موقفه السياسي قبيل موعد الاقتراع.

تآمر ضده وعائلته

في رسالته التي وجهها للشعب الإسباني، الأربعاء الماضي، اتهم سانشيز خصومه السياسيين، لا سيما زعيم حزب الشعب المحافظ ألبرتو نونييز فيخو، وزعيم حزب فوكس اليميني المتطرف سانتياجو أباسكال، بـ"التعاون مع مجموعة إعلامية يمينية متطرفة وأيادٍ نظيفة" في حملة ضده وعائلته.

دعم دولي واتهامات من المعارضة

على الرغم من تظاهر أكثر من 12 ألف شخص مؤيد لسانشيز، اتهمته أحزاب المعارضة بالمناورة الانتهازية والمسرحية والانشغال بالذات، فيما حظى الأخير بدعم من عدد من القادة اليساريين في أمريكا اللاتينية، إذ أدان الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا ما وصفه بـ"حملة تشويه" تستهدف سانشيز، معربًا عن تضامنه مع "رجل عمل على جعل إسبانيا أكثر عدالة وازدهارًا وإنسانية".

وانتقد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو ما أسماه "آلة القذف بالوحل"، التي تديرها أحزاب اليمين المتطرف الإسباني في محاولة لتدمير عائلة سانشيز لوقف سياساته التقدمية.

انقسام حول استقالته

أظهر استطلاع للرأي طلبه حزب الشعب المحافظ ونشر السبت الماضي، أن 54% من 1.527 شخصًا شملهم الاستطلاع يعتقدون أن تحركات رئيس الوزراء سانشيز، ما إلا استراتيجية لكسب المزيد من التأييد قبل الانتخابات الإقليمية في كتالونيا، خلال أسبوعين والانتخابات البرلمانية الأوروبية يونيو المقبل.

كما أظهر الاستطلاع أن 56.4% لا يعتقدون أن سانشيز سيستقيل اليوم الاثنين، في حين يعتقد 21.2% أنه سيخضع نفسه لاقتراع ثقة في البرلمان بمحاولة لتعزيز قيادته.

دعم الحلفاء السياسيين

في الأيام الأخيرة، تكاتف زملاء سانشيز وحلفاؤه لدعمه، إذ في مقابلة مع صحيفة "إل باييس"، قالت تيريسا ريبيرا، وزيرة البيئة الإسبانية، إن الهجمات على عائلة رئيس الوزراء أرهقته وأنهكته.

وأضافت ريبيرا: "أنه محبط - لقد كانت السنوات الأخيرة صعبة للغاية، إنه قوي لكن أي شخص يمكن أن يصل إلى نقطة الانهيار.. كلنا وجدنا أنفسنا في مواقف كانت كريهة لأقربائنا وشركائنا وأطفالنا أو والدينا خلال السنوات القليلة الماضية، وكان سانشيز دائمًا ملتفتًا ومهتمًا بشكل استثنائي، على الرغم من تحليه بضبط النفس دائمًا، إلا أن المقربين منه رأوا في بعض الأحيان كيف أثرت الهجمات المباشرة على (عائلته) عليه".