يلتقي رئيس الوزراء الأيرلندي الجديد سيمون هاريس، نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، في دبلن، اليوم الجمعة، لبحث خطتهما المشتركة للاعتراف بدولة فلسطين، ومحاولة إجبار الاتحاد الأوروبي على تقييم التزامات إسرائيل في مجال حقوق الإنسان، كشرط لاتفاقهم التجاري مع الكتلة، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وفي أعقاب بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر الماضي، برزت إسبانيا وأيرلندا كأكثر الدول الأعضاء تأييدًا للفلسطينيين في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح "هاريس"، خلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس الخميس، في بروكسل، موقف أيرلندا بشأن الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
كما كرر طلبه الرسمي الذي قدمته بلاده مع إسبانيا، قبل شهرين، لمراجعة اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وقال هاريس: "أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يستخدم كل الأدوات المتاحة له لحماية الشعب الفلسطيني".
وجاءت تصريحات هاريس في الوقت الذي واجه فيه انتقادات حادة من إسرائيل، لعدم ذكر المحتجزين في غزة، خلال خطابه الأول أمام البرلمان الأيرلندي.
وتحدث هاريس، الذي أدى اليمين الدستورية، الثلاثاء الماضي، عن "هجمات حماس في 7 أكتوبر، وردّ الفعل غير المتناسب من جانب الحكومة الإسرائيلية". وانتقدته وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان صدر أمس الخميس، لإهماله ذكر المحتجزين لدى حماس.
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى استشهاد أكثر من 33 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وخلق أزمة إنسانية حادة.
وكتبت أيرلندا وإسبانيا رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية تطلبان فيها "مراجعة عاجلة" حول ما إذا كانت إسرائيل تمتثل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان.
وقال هاريس، أمس الخميس، إن "سانشيز ضيف مرحب به في دبلن.. وسيكون أول رئيس حكومة أرحب به في المباني الحكومية، وأنا أتطلع إلى أن تتاح لي الفرصة لمناقشة مسألة الاعتراف بدولة فلسطين والمسائل الأوسع، بما في ذلك تلك الرسالة".
وأضاف هاريس، إن "فون دير لاين أشارت إلى أن هناك فرصة في القمة المقبلة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة هذه الأمور والنظر فيها"، في إشارة إلى أنه يجري العمل على مراجعة هذه الأمور.
وتابع رئيس الوزراء الأيرلندي: "لا يتعلق الأمر بأي شيء آخر غير ضمان احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال تانيست ميشيل مارتن، نائب رئيس الوزراء الأيرلندي ووزير الخارجية، إنه سيقدم اقتراحًا رسميًا بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الحكومة عندما تنتهي "المناقشات الدولية الأوسع".
وقال مارتن، في صحيفة ديل، مساء الثلاثاء: "لا شك أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحدث"، وأبدى استعداد أيرلندا التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع المقبلة، وصرّح في وقت لاحق لموقع "جورنال" المحلي الإخباري بأن الاقتراح الرسمي سيتم التقدم به "في الأسبوعين المقبلين". وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "يمكن أن يكون حافزًا لمساعدة سكان غزة والضفة الغربية وتعزيز مبادرة السلام العربية".
وكان رئيس الوزراء الإسباني، وهو من أكثر الأصوات انتقادًا لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، قال أمام مجلس النواب ببلاده، أمس الأول، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو "مصلحة جيوسياسية لأوروبا"، مؤكدًا مجددًا أن مدريد "مستعدة" للقيام بهذه الخطوة.
واعتبر سانشيز أن "الأسرة الدولية لا يمكنها أن تساعد الدولة الفلسطينية ما لم تعترف بوجودها"، علمًا أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، يحاول رئيس وزراء إسبانيا الدفع داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الاعتراف.
وكان سانشيز قال في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، خلال جولة في الأردن والسعودية وقطر، إن إسبانيا تعتزم القيام بذلك بحلول نهاية يونيو المقبل.
وفي نهاية مارس، أصدر سانشيز إعلانًا مشتركًا مع نظرائه الأيرلندي والمالطي والسلوفيني، يؤكد أنهم "مستعدون للاعتراف بفلسطين" لأن من شأن هذا الاعتراف أن "يسهم إيجابيًا" في حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.