زيارة مرتقبة لرئيس وزراء إسبانيا، إلى كل من الأراضي الفلسطينية، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، نهاية الأسبوع، نظرًا لموقف مدريد الداعم لقطاع غزة، والداعي لوقف فوري لإطلاق النار، وإدانة مجازر إسرائيل.
ويميل الشارع في مدريد إلى تأييد فلسطين، وهو ما تترجمه سياسات حكومة رئيس الوزراء اليساري بيدرو سانشيز، منذ الحرب على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، بحسب موقع "تاجز شاو".
زيارة إلى الشرق الأوسط
ويتوجه سانشيز، الفائز بفترة جديدة في المنصب الأسبوع الماضي، برفقة نظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو، ممثلي الرئاستين الدوريتين الحالية والمقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، للقاء لرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وتشهد إسبانيا مظاهرات داعمة للفلسطينيين في كل مكان كل يوم تقريبًا، فالدولة أقرب تقليديًا إلى الفلسطينيين، ويتخذ اليسار على وجه الخصوص موقفًا متشددًا ضد جيش الاحتلال.
وقدر عالم السياسة فرناندو فاليسبان، عدد اليهود الذي يعيشون في إسبانيا خلال الفترة الحالية بنحو 45 ألف يهودي فقط، وتتجاهل إسبانيا دعوات تزايد معاداة السامية على عكس نظرائها في أوروبا.
تشديد وقف إطلاق النار
وقبل 20 يومًا وخلال قمة السلام التي عقدت في القاهرة، أيد رئيس الوزراء الإسباني دعوة الأمين لعام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للوقف الفوري لإطلاق النار، كما طالب الفصائل الفلسطينية، بإطلاق سراح المحتجزين دون أي شروط، ومناشدة الجهات الدولية بضمان إطلاق سراح الرهائن من كل الجنسيات.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني أهمية استخدام القدرات الدولية لوقف الصراع ووقف التصعيد، مشيرًا إلى أهمية دعم الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل وتنفيذ حل الدولتين.
وكانت إسبانيا واحدة من 121 دولة صوتت لصالح قرار الجمعية العامة الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في القتال بين إسرائيل وغزة، في 27 أكتوبر 2023.
ومع اندلاع الحرب على غزة، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني أن بلاده ستزيد مساعداتها الإنسانية لقطاع غزة بقيمة مليون يورو.
تقديم نتنياهو للمحكمة الجنائية
وتأكيدًا للدعم الإسباني لفلسطين، قالت القائمة بأعمال وزير الحقوق الاجتماعية، إيوني بيلارا، إن جيش الاحتلال ينفذ ما يسمى بـ"التطهير العرقي" للشعب الفلسطيني، داعية الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل.
وقالت بيلارا: "يمكننا فرض عقوبات اقتصادية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية الإسرائيلية، ويمكننا فرض حظر على الأسلحة، ويمكننا تقديم نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية".
إسبانيا تميل لفلسطين بحكم التاريخ
ويرجع ميل إسبانيا تجاه فلسطين، لأسبابٍ تاريخية ترجع لفترة حكم فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم البلاد على مدار 40 عامًا، لم يعترف فيها نظامه أبدًا بإسرائيل، بحسب عالم السياسة فرناندو فاليسبان، بحسب موقع تاجز شاو.
وفي عام 2014 صوّت البرلمان الإسباني على الاعتراف بالأراضي الفلسطينية كدولة.
وكان رئيس الوزراء الإسباني أدولفو سواريز أول زعيم من أوروبا الغربية يستضيف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في سبتمبر 1979، مما آثار انتقادات من الجاليات اليهودية الإسبانية.