ارتفعت حصيلة الشهداء بسبب الحرب على غزة إلى أكثر من 34 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة ما يقرب من 77 ألف شخص، فضلًا عن عشرات الآلاف الذين يعتقد أنهم دُفنوا تحت أنقاض المنازل والمباني التي دمرها القصف. ويأتي استمرار العدوان مع تضاؤل الأمل في وقف إطلاق النار، وتحول الاهتمام العالمي إلى تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل.
معاناة مستمرة
ومع تعليق المحادثات، أشار الاحتلال الإسرائيلي إلى أن قواته تخطط للمضي قدمًا في عملية برية بجنوب رفح، وهو الجزء الوحيد من غزة الذي لم ترسل قوات إليه حتى الآن. وحذّر حلفاء إسرائيل والمنظمات الإنسانية العاملة في غزة من أن الهجوم البري واسع النطاق على بلدة مليئة بالنازحين من شمال غزة سيكون مدمرًا. وذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تدخل رفح دون خطط ذات مصداقية لحماية المدنيين، وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع، الجمعة الماضي، إنهم يعارضون عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح الفلسطينية على أساس أنها ستكون كارثية على الأشخاص الذين يحتمون هناك.
وفقد أحمد برهوم زوجته روان رضوان وابنتهما آلاء البالغة من العمر خمس سنوات. وقال لوكالة "أسوشيتد برس" أمس السبت، وهو يبكي محتضنًا جثتها: "لقد قصفوا منزلًا مليئًا بالنازحين والنساء والأطفال. نحن نعيش في عالم خالٍ من كل القيم والأخلاق الإنسانية".
وتلوح المجاعة في الأفق، وتتفاقم بسبب النقص الحاد في المأوى والأدوية والمياه النظيفة. ويعتمد كل سكان غزة تقريبًا على الغذاء المتبرع به، بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب التي دمرت المنازل ودمرت اقتصاد القطاع. ولا تزال شحنات المساعدات اليومية أقل من نصف الحد الأدنى الذي تقول الأمم المتحدة إنه ضروري لإبقاء أكثر من مليوني شخص على قيد الحياة.
هجمات شتت الأنظار عن المعاناة
وفي شهر مارس الماضي، كانت هناك ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لإدخال المزيد من الغذاء والإمدادات الأخرى إلى غزة، بما في ذلك من بايدن. إلا أنه عندما أدت ضربة صاروخية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر، إلى إثارة التصعيد مع إيران، تحول التركيز الدبلوماسي فجأة إلى حماية إسرائيل ومحاولة تجنب انتشار الصراع.
وتعثرت سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية التي وعدت لتسهيل تدفق المساعدات، بما في ذلك الوصول المباشر إلى شمال غزة ونظام جديد للجيش للتنسيق مع المنظمات الإنسانية لضمان سلامتهم، بعد مقتل سبعة من عمال المطبخ المركزي العالمي في غارات جوية.
وكان سُمح لبعض الشاحنات بالدخول إلى شمال غزة عبر معابر جديدة، لكن لم يتم فتحها أمام الأمم المتحدة، التي توفر الغالبية العظمى من المساعدات الغذائية هناك.
وفي سياق آخر، تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة لا سيما بعد الحرب على غزة، حيث أدت غارة عسكرية إسرائيلية على مخيم للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم الشمالية ليلة الجمعة الماضي إلى مقتل طفل وثلاثة مسلحين. وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون إنه استشهد أكثر من 460 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية منذ 7 أكتوبر هناك، إثر قصف جيش الاحتلال وهجمات المستوطنين.