يصر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على المضي قدمًا في توجيه ضربة عسكرية لإيران، بعد هجومها بالمُسيرات والصواريخ، مساء السبت الماضي على دولة الاحتلال.
ويرفض نتنياهو الدعوات الدولية بممارسة ضبط النفس، وأكد عزمه على توجيه ضربة "مؤلمة" لإيران، في حين يواصل العدوان على غزة، ما يضمن استمراره في منصبه، وفق ما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، أمس الاثنين، في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال.
قال باراك، إن "نتنياهو يتحرك لخدمة مصالحه السياسية الخاصة، ويعمل على إطالة أمد الحرب على أمل الاحتفاظ بمنصبه". وأضاف، إن "نتنياهو يرفض القيام بالشيء الصحيح، والتكاتف مع الرئيس الأمريكي للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، لاعتبارات شخصية تتعلق بالبقاء السياسي".
ومنذ أشهر، يرفض نتنياهو الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة، ويزعم أن من شأنها "شل الدولة، وقد تؤدي إلى توقف مفاوضات تبادل الأسرى لنحو 8 أشهر".
وحذر باراك من أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، يريدان إشعال النار في الشرق الأوسط بأكمله. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يضغط سموتريتش وبن جفير على نتنياهو لعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة.
ورفض نتنياهو، تلقي مكالمات من زعماء غربيين، لتجنب الضغط عليه للتراجع عن الرد على الهجوم الإيراني، وفق ما كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان".
وذكرت الهيئة أنه "منذ صباح الاثنين، طلب العديد من زعماء العالم تنسيق محادثة مع نتانياهو، لكن مكتبه رفض ذلك"، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى "التخوف من طلب عدم رؤية رد إسرائيلي على إيران".
ونقلت مجلة" بوليتيكو" الأمريكية، عن مسؤول أوروبي، إن دول الاتحاد الأوروبي تدعو إسرائيل بالإجماع إلى تجنب الرد العسكري على إيران، وقال: "أكدنا لنتنياهو ضرورة عدم القيام بأي عمل غير عقلاني يؤدي للتصعيد".
وكشف المسؤول الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات أوروبية هذا الأسبوع على إيران.
وأمس الاثنين، عقد مجلس حرب الاحتلال، اجتماعًا استمر 3 ساعات، لبحث سبل الرد على الهجوم الإيراني.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، أمس الاثنين، عن مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أبلغ نظيره الأمريكي، لويد أوستن، بأن إسرائيل "ليس أمامها خيار سوى الرد" على الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران، السبت الماضي.
وتعهد رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أمس الاثنين، بالرد على هجوم إيران، وذلك في كلمة أمام جنوده في قاعدة أصيبت خلال الهجوم.
وقال هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم في جنوب الأراضي المحتلة، إن إسرائيل "سترد على إطلاق هذا العدد الكبير جدًا من الصواريخ، وصواريخ كروز والمُسيرات على أراضي دولة إسرائيل".
فيما قال 3 مسؤولين أمريكيين، إنه بعد يوم من الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، تُواصل إدارة الرئيس جو بايدن حث إسرائيل، سرًا وعلنًا، على عدم التسرع في الرد على طهران، حسبما نقل موقع "أكسيوس".
وأدان زعماء مجموعة السبع الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأعربوا عن "تضامنهم ودعمهم الكامل لإسرائيل وشعبها، وأعادوا التأكيد على التزامهم تجاه أمنها".
وقال زعماء مجموعة السبع في بيان عقب اجتماع عُقد الأحد، إنهم سيعملون على تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة، وطالبوا إيران ووكلاءها بوقف هجماتهم.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر شارك في الاجتماع، أن هناك قرارًا بأن جميع دول مجموعة السبع "ستبلغ إسرائيل سرًا بعدم اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى التصعيد".
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن مسؤولين أمريكيين وغربيين يتوقعون أن ترد إسرائيل بشكل عاجل على الهجمات الإيرانية.
وليل السبت/ الأحد، أطلقت طهران مئات الصواريخ والمُسيرات في اتجاه إسرائيل، وذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل، وأسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران.
وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمُسيرات.