الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

برلين وفيينا تنتقدان بوريل: لا يمثلنا في غزة

  • مشاركة :
post-title
المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل والمستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

فتح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شرخًا عميقًا في صفوف الاتحاد الأوروبي، حيث تصاعدت حدة الخلافات بين قادة التكتل، حول الموقف من الاحتلال والتعامل مع إسرائيل، إذ بلغت ذروة هذه الخلافات في اجتماع قمة الزعماء الأوروبيين، عندما هاجم المستشار الألماني، أولاف شولتس، ونظيره النمساوي، كارل نهامر، بشكل غير مسبوق، المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، معتبرين أنه تجاوز صلاحياته في انتقاد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

انقسام عميق

ووفقًا لما أشارت مصادر مطلعة لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فقد انتقد شولتس ونهامر، بوريل أمام قادة الدول الأعضاء بعبارات قاسية وصريحة، مؤكدين أنه لا يمثل مواقف برلين وفيينا تجاه الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.

وزاد الموقف حرجًا بسبب انتماء شولتس وبوريل للتوجه الاشتراكي ذاته، ما جعل الخلاف أكثر غرابة.

ويعد هذا الهجوم على ممثل السياسة الخارجية للاتحاد من قبل زعماء دول رئيسية أمرًا نادر الحدوث، ويكشف عمق الانقسامات بين الأعضاء.

توافق على وقف إطلاق النار

على الرغم من هذه الخلافات الحادة، إلا أن القادة الـ 27 اتفقوا في نفس القمة على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، في خطوة نادرة تُظهر توافقًا بين آراء القادة حول الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، بحسب ما تشير الصحيفة الأمريكية.

جاء هذا التوافق بعد تحذيرات من منظمات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية وحصار خانق، يهدد حياة المدنيين في القطاع المُحاصر، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 33 ألف شخص، وفق مصادر محلية ودولية.

نفت ألمانيا هذا الأسبوع مزاعم أمام المحكمة العليا للأمم المتحدة من نيكاراجوا، بأنها تدعم الإبادة الجماعية في غزة من خلال بيع الأسلحة لإسرائيل، في حين تعد برلين واحدة من أكبر موردي الأسلحة لإسرائيل، إذ وافقت في عام 2023 على صفقة بيع أسلحة بقيمة 326.5 مليون يورو لتل أبيب.

خلافات متجذرة

يأتي هذا الخلاف العلني الحاد بين زعماء الاتحاد وممثله للشؤون الخارجية، في أعقاب سلسلة من الخلافات تفاقمت منذ مؤتمر صحفي لبوريل في موسكو عام 2021، حيث لم يرد الأخير على تشكيك وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بتسميم المعارض ألكسي نافالني، ما أثار غضب برلين وحلفائها، كما تزايدت انتقادات القادة الأوروبيين لبوريل، مع تصاعد انتقاداته لإسرائيل على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في العدوان على غزة.

انقسام حاد بين دول الاتحاد الأوروبي

وتكشف هذه الخلافات العميقة انقسامًا حادًا بين دول الاتحاد الأوروبي، حول كيفية التعامل مع الأزمة الفلسطينية والموقف من العدوان على غزة، ففي حين ظلت ألمانيا والنمسا ودول أخرى مثل المجر وجمهورية التشيك من أبرز المؤيدين لإسرائيل، برزت دول أوروبية أخرى كإسبانيا موطن بوريل وأيرلندا وبلجيكا كأكثر الأصوات انتقادًا للعدوان الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة.