منعت الشرطة الألمانية في العاصمة برلين، فعالية للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين، في ظل الحرب على غزة، وقالت السُلطات إنها تشعر بالقلق إزاء التصريحات المُعادية للسامية المحتملة وتمجيد العنف.
إغلاق المؤتمر
واستعدت الشرطة الألمانية لاحتجاجات عفوية، كانت محتملة السبت الماضي، بعد أن أغلقت مؤتمرًا كان من المقرر أن يستمر ثلاثة أيام للناشطين المؤيدين للفلسطينيين في العاصمة الألمانية، وفق "دويتشه فيله" الألمانية.
وقالت الشرطة إنها تخشى أن يكرر أحد المتحدثين في المؤتمر نوع التصريحات المعادية للسامية التي أدلى بها في الماضي.
ماذا حدث في المؤتمر؟
وقطعت الشرطة الكهرباء مؤقتًا عن المكان، عندما بدأ أحد المتحدثين في إلقاء كلمة، وطلبت من حوالي 250 مشاركًا مغادرة المنطقة بعد ساعتين فقط من الحدث.
وقالت شرطة برلين على وسائل التواصل الاجتماعي: "تم عرض متحدث يخضع لحظر على النشاط السياسي، هناك خطر من أن يظهر المتحدث مرارًا وتكرارًا عبر الفيديو والذي أدلى في الماضي بتصريحات معادية للسامية ومجد العنف، ولهذا السبب، تم إنهاء التجمع وحظره يومي السبت والأحد أيضًا".
وبحسب مجلة "شتيرن" الإخبارية، فإن سلمان أبو ستة، الذي تحدث في المؤتمر ممنوع من دخول ألمانيا، ومن المتوقع أيضًا أن يتحدث في المؤتمر نجل أبو ستة، الجراح البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة.
وقال "أبو ستة" الأصغر "إنه مُنع من دخول ألمانيا يوم الجمعة، عندما وصل إلى مطار برلين، وأُبلغ بأنه يجب عليه العودة إلى المملكة المتحدة، وفق "وكالة أسوشيتد برس" الألمانية.
قلق أمني مسبق
أعربت السلطات الألمانية عن قلقها بشأن وجهات النظر التي قد ينشرها المؤتمر، وقال كاي فيجنر، عمدة برلين، على موقع X، تويتر سابقًا، "إنه وجد أنه أمر لا يطاق أن يُعقد المؤتمر في برلين"، وأضاف "برلين لا تتسامح مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود".
وتم الترويج للمؤتمر الفلسطيني من قبل جماعات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك حزب DIEM25 الذي يتزعمه وزير المالية اليوناني السابق، يانيس فاروفاكيس.
وقال فاروفاكيس في منشور على موقع X، إن وزارة الداخلية الألمانية منعته من دخول ألمانيا أو المشاركة في المؤتمر مطلقًا، ولو عبر مكالمة فيديو عبر برنامج زووم.
المنع من الدخول
وإلى جانب فاروفاكيس، مُنعت شخصيات عدة من دخول ألمانيا "منعًا لأي دعاية معادية للسامية ومعادية لإسرائيل خلال الحدث"، وفق ما أفادت به السلطات الأمنية الألمانية لوكالة "فرانس برس".
وفق معلومات أوساط أمنية أكدت أن الحظر والمنع لأي نشاطات تمثل معاداة للسامية ينطوي على المنع من الدخول إلى ألمانيا، وفق ما أوردته صحيفة "هاندلسبلات" اليومية.
وقال نشطاء إن المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه إلى ما وصفوه بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وعلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر، يدين المنظمون "الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية" ويتهمون ألمانيا بالتواطؤ مع إسرائيل.
وقالت كارين دي ريجو، المرشحة البرلمانية عن الفرع الألماني لحزب DIEM25: "إن عنف الشرطة، كما لو كنا مجرمين، كان لا يطاق بالنسبة لدولة ديمقراطية، إنهم لم يقتحموا المسرح فحسب، بل قاموا بقطع الكهرباء وكأننا نبث العنف".
احتجاج متزايد
وأثار ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب على غزة معارضة شعبية متزايدة في ألمانيا ودول غربية أخرى، ومع ذلك، فإن ألمانيا من أشد المؤيدين لإسرائيل، وهو الموقف الذي يرتبط جزئيًا بماضي ألمانيا النازي والإبادة الجماعية ليهود أوروبا التي نفذت في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وفق "دويتشه فيله".
وقد تزايدت التوترات بسبب العدد الكبير والمتزايد من السكان المسلمين والعرب في البلاد، الذين يتعاطف العديد منهم مع القضية الفلسطينية، بعد استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني حتى الآن في حرب غزة.