رحل "بيير سولاج" الرسام الفرنسي، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 102 عام، واشتهرت أعماله بانعكاس ظلال وأشكال الأسود، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، نقلًا عن المتحف المخصص للفنان في مسقط رأسه بـ"روديز" جنوب غرب فرنسا.
ولد "سولاج" في مدينة "روديز" جنوب غرب فرنسا في 24 من ديسمبر 1919، وعرف عنه عشقه منذ طفولته لفنون ما قبل التاريخ مثل النُصب والتماثيل المنحوتة والمنقوشة منذ أكثر من 5 آلاف عام، وتم الاحتفاظ بأعماله في متحف روديز.
الرسام الفرنسي قال في تصريحات صحفية فرنسية سابقة بشأن أعماله، إنه لا يهتم بموته طالما أن لوحاته حية.
وكان يعمل "سولاج" بشكل حصري مع السود منذ عام 1979، لا سيما في سلسلة من الأعمال التي أطلق عليها "Outrenoir" ، أو "Beyond Black".
كلفت وزارة الثقافة الفرنسية عام 1987 الفنان الراحل بإنجاز الزجاجيات الجديدة لكنيسة سانت فوا دو كونك، التي وصفها حينها بأنها مغامرة لم يتصورها عندما بدأ الرسم في منطقته النائية، جاهلًا تمامًا تيارات الفن المعاصرة.
وقال "سولاج" إن "ولادته الحقيقية كانت اكتشاف الرسم الحديث" بفضل إخراج أعمال "ماتيس" و"فان جوخ" وزيارة لمعرض "بيكاسو" في العام 1938 بباريس، في زيارة لعدة أشهر.
التحق الراحل بالجيش عام 1940 وعاد إلى الحياة المدنية في السنة التالية، وأصبح مزارعًا في العام 1942، وفي عام 1946 عاد إلى باريس وكرّس حياته للرسم، وسرعان ما انتشرت أعماله التي لوحظ اتخاذها طابع اللون المظلم، مختلفة تمامًا عن رسم ما بعد الحرب بألوانه الزاهية.
واستخدم "سولاج" خلال تلك الفترة المذكورة قشر الجوز التي قال بشأنها «مادة رخيصة الثمن مع ميزة إعطاء شفافية وغمق للوحة تمنحها لونًا عميقًا وحارًا كما أحب».
عرف العالم "سولاج" وأعجب بلوحاته التي حملت طابعًا خاصًا وظلًا واحدًا من كبار الرسامين الفرنسيين الذين ظلوا على قيد الحياة لفترة طويلة، حتى إن البعض وصفه بالفنان المعمر حتى توفي مساء أمس الأربعاء (25 أكتوبر) في مستشفى بينوا ديكرون بـ"نيم"ر.