يسعى هذا التحليل لرصد تداعيات الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة خلال الأسبوع الأخير على مسار الانتخابات الأمريكية المقبلة. فقد تلقي هذه الهجمات بظلالها على أروقة السياسة الداخلية الأمريكية، إذ ترجح بعض التقديرات أن يكون لها تأثير على الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بالنظر لمحاولات استغلالها من قِبل كل من الرئيس الحالي جو بايدن، ومنافسه دونالد ترامب (الرئيس السابق) لصالحهما، في محاولة لجذب شرائح انتخابية جديدة.
فعقب الهجوم الإيراني على إسرائيل ليلة السبت الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوفير دعم "ثابت" لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، بعد اجتماع عقده مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط، في خضم هذا الهجوم الذي تصدت خلاله الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والفرنسية لنحو 99% من المُسيّرات والصواريخ الإيرانية. وتحدث بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تاركًا خلافاته معه جانبًا، وأبلغه أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي مضاد ردًا على هجمات طهران، إذ ستواصل واشنطن دعم تل أبيب دفاعيًا ولا تريد أي حرب مع إيران.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران أمس، حافظت واشنطن على نفس الموقف، وصدرت تعليمات من داخل البيت الأبيض إلى جميع المسؤولين الرسميين والجهات المعنية بالالتزام بالصمت التام حول تفاصيل وخلفيات الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مدينة أصفهان الإيرانية. ويأتي هذا الصمت في محاولة لإخماد التصعيد وتجنب أي انزلاق أكبر نحو حرب شاملة في المنطقة، إذ تأمل إدارة بايدن أن يُسهم هذا النهج في السماح بمرور هذه اللحظة الخطيرة والحرجة دون تصعيد أكبر قد يؤدي إلى شرارة مواجهة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
في هذا السياق، تُثار عدة تساؤلات أهمها: هل تقتصر حدود أهداف الموقف السابق لإدارة بايدن إزاء الهجمات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة على تجنب مواجهة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة أم إن هناك أهدافًا ودوافع أخرى لهذا الموقف؟ فهل سيؤثر هذا الموقف على الانتخابات الأمريكية القادمة وما أهم محددات هذا التأثير؟ وكيف يبدو مستقبل المشهد الانتخابي الأمريكي في ظل الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل؟ وكيف تُستخدم تلك الهجمات من قبل المرشحيْن المحتمليْن لهذه الانتخابات (بايدن وترامب) لتدعيم موقفهما الانتخابي أمام الناخب الأمريكي؟
تأثير الهجمات على المشهد الانتخابي:
يمكن تصور المشهد الانتخابي الأمريكي في ظل الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل يومي السبت والخميس الماضيين من خلال رصد وتحليل مدى تأثير الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل على الموقف الانتخابي لكل من بايدن وترامب. فكلٌ من المرشحيْن المحتمليْن للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة يسعى إلى تعظيم الاستفادة من وقوع هذه الهجمات في تدعيم موقفه الانتخابي أمام الناخب الأمريكي وبالتالي حسم السباق لصالحه. ويمكن تحديد أهم ملامح هذا المشهد عبر رصد هذا التأثير، وذلك على النحو الآتي:
(&) تأثير الهجمات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة على موقف المرشح الرئاسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: يرى البعض أن ترامب هو المستفيد الأكبر من الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، في حين تُقلص من أسهم بايدن الانتخابية. ويستندون في ذلك إلى الاعتقاد السائد داخل الولايات المتحدة، أنه لو كان ترامب في البيت الأبيض، لم تكن إيران ستتمكن من تنفيذ الضربات، لأن ترامب كان قاسيًا على طهران للغاية؛ إذ شدد العقوبات عليها وأصبحت في أزمة اقتصادية داخلية، كما لم يكن باستطاعتها تصدير النفط للخارج بحرية، ومن ثم تراجع دخلها القومي.
فترامب لا يزال المستفيد من الموقف الراهن، وخاصة بعد تعرض إسرائيل لضربة من إيران، إذ حرص على انتقاد بايدن واتهامه بالضعف، بجانب البدء في سحب بساط تيار كبير من الناخبين الداعمين لإسرائيل والأصوات اليهودية الأمريكية إضافة إلى لوبي يهودي قوي، واستمالتهم في تأييده مدعومًا بمواقفه في الدفاع عن إسرائيل، واتهام بايدن بأنه لم يكن قويًا في دعم تل أبيب بما يكفي.
فقد استغل ترامب والجمهوريون هذا الموقف في توجيه ضربات انتخابية لبايدن عبر انتقادهم سياساته تجاه إيران. فهم يرون أن هذه السياسات أسهمت في تقوية إيران، وبالتالي إقدامها على الهجوم الإيراني مطلع هذا الأسبوع. فقد ترتب على تلك السياسات رفع الكثير من العقوبات عن إيران، وباتت في الوقت الراهن قادرة على إنتاج 3.5 مليون برميل يوميًا من النفط، ما منحها قدرة على زيادة التصدير، فقد استفادت إيران كثيرًا من سياسية التساهل التي تبناها الرئيس بايدن.
(*) تأثير الهجمات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة على موقف المرشح الرئاسي والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن: يرى بعض المحللين أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أسهم إلى حد كبير في إنهاء التوتر في العلاقة الشخصية بين نتنياهو وبايدن، ودفعت الرئيس الأمريكي لإعلان دعمه الصارم، والتزام الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل والدفاع عن أمنها، وبالتالي كان هناك نوعًا من التغاضي عن التوترات في العلاقة بينهما، بعدما أعلن بايدن صراحة اعتراضه على سياسات نتنياهو، وكان هناك نوع من الجفاء بين الرجلين. وأصبح هناك نوع من الاسترضاء الأمريكي من قبل الإدارة الأمريكية لنتنياهو وإسرائيل.
ويتجلى تأثير الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة على بايدن في احتمال اتساع الصراع في الشرق الأوسط ليشمل أطرافًا إقليمية مثل إيران مع استمرار الحرب على غزة، واحتمال تزايد حدتها في حالة الاجتياح البري من جانب الجيش الإسرائيلي لرفح الفلسطينية. فمن شأن هذا التأثير توقع المزيد من غضب العرب والمسلمين الأمريكيين من بايدن، وبالتالي معاقبته بالتصويت لغير صالحه في ولايات مثل ميتشجان ومينيسوتا. فخلال الأسابيع الماضية وقبل الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، كان بايدن يسعى لتجنب مثل هذا العقاب، فقد كان لديه نوع من الغضب وإصرار على أن يكون هناك دخول أكبر للمساعدات لقطاع غزة.
وبالتالي فإن أي توسعة للحرب والصراع قد تؤثر سلبًا على حظوظ بايدن بشكل كبير في إعادة انتخابه، وهذا ما يفسر غضب إدارة بايدن من الهجوم الإسرائيلي مساء الخميس الماضي على المواقع المستخدمة في إطلاق المُسيّرات والصواريخ الإيرانية على إسرائيل. فربما يسهم الهجوم الإيراني على إسرائيل والهجوم الإسرائيلي المضاد عليه في إعادة انتخاب ترامب مجددًا؛ لأن سجله في ما يتعلق بمعاداة إيران واضح، خاصة الخروج من الاتفاق النووي الإيراني وممارسة أقصى الضغوط على طهران، في مقابل اتهامات لبايدن أنه لم يكن بالقوة الكافية في مواجهة تهديداتها وحاول احتواء طهران. أي أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل قد أضافت نقاط قوة لصالح ترامب في سباقه الانتخابي مع بايدن في نوفمبر المقبل. وهو أمر تحرص إدارة بايدن على تجنبه، ويتأكد ذلك في ضوء تدخل الإدارة الأمريكية على خط التهدئة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، بسلسلة اتصالات مع زعماء المنطقة في محاولة لمنع توسع الصراع، وحرصها في التواصل مع إيران ولو عبر الوسطاء لتحقيق ذلك، وحثها في الوقت ذاته إسرائيل على عدم التصعيد مع إيران، فضلًا عن حرص هذه الإدارة على التزام الصمت تجاه الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم.
محددات مؤثرة
هناك عدد من المحددات لمدى تأثير الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في مشهد الانتخابات الأمريكية المقبلة، يمكن توضيحها في ما يلي:
(*) موقع قضايا السياسة الخارجية وأولوياتها بالنسبة للناخب الأمريكي: وفقًا لبعض المحللين، فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تهم الناخب الأمريكي بنحو 8% فقط، في مقابل 92% ينصب جُل اهتمامهم بالقضايا الداخلية، خاصة عندما لا يكون الجيش الأمريكي في معارك خارجية، كما حدث في العراق عام 2003، وبالتالي فالناخب الأمريكي لا يهتم كثيرًا بما يحدث في الشرق الأوسط إلا في حدود ضيقة.
وقد لا ينطبق هذا التحليل على الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إلى حد كبير، إذ يرى الأكاديمي وكبير الباحثين بمركز واشنطن للسلام والتنمية إدموند غريب، أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في الانتخابات الأمريكية في ما يتعلق بالقضايا الخارجية وخاصة ملف الشرق الأوسط، إذ سيكون لما يجري في غزة، وتصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، والطريقة التي تتعامل بها إدارة بايدن مع ذلك، تأثير ملحوظ على نتائج الانتخابات المقبلة. وأوضح أن هناك قطاعًا داخل الولايات المتحدة ينظر لضرورة تقديم بايدن دعمًا قويًا لإسرائيل، والهجوم على إيران، في مقابل مجموعة أخرى تطالب الإدارة بإنهاء هذا الصراع بشكل عاجل وحماية المدنيين، وبالتالي فإن تعامل الإدارة الأمريكية سيلقي بتبعاته على الانتخابات الرئاسية المقبلة.
(*) دعم جماعات الضغط اليهودية لوجهة النظر الإسرائيلية في الصراع الإيراني الإسرائيلي، واستغلال ذلك في الانتخابات الأمريكية 2024: هناك ما يشبه الإجماع بين الباحثين على قوة اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا، وقدرته على التأثير في صناعة القرار. فعلى الرغم من أن اليهود يمثلون نحو2% فقط من سكان الولايات المتحدة إلا أنهم يشكلون قوة انتخابية منظمة في المجتمع الأمريكي، إذ يستفيد اليهود من طريقة التصويت في الانتخابات الأمريكية لمضاعفة قوتهم وتأثيرهم الانتخابي، فلأنهم جماعات منظمة متعلمة فإنهم يشاركون في الانتخابات بنسبة 92% مقابل 54% بين عامة الأمريكيين فتتضاعف نسبتهم الانتخابية.
ومن الناحية العملية فإن غالبية اليهود (نحو 70%) يعطون أصواتهم للحزب الديمقراطي لأنه يعبر بشكل أفضل عن مصالح الأقليات. غير أن اليهود ذوو تأثير فعال في كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي من خلال عضويتهم النشطة فيهما، وتبرعاتهم المالية، وشبكة علاقاتهم الواسعة مع دوائر الضغط والنفوذ فيهما.
ويأتي في مقدمة جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، أيباك IPAC أو الـAmerican-Israel Public Affairs Committee، هي اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشؤون العامة، منظّمة تدافع عن السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل. تأسست في عام 1963، وتعد واحدة من أكثر جماعات الضغط تأثيرًا في واشنطن في الانتخابات وفي الإعلام ومراكز صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان تأثير AIPAC في انتخابات عام 2022 واضحًا، بخاصة جهودها لهزيمة الديمقراطيين التقدميين. كانت من بين أكبر 20 مانحًا في الانتخابات، مع تبرعات مالية ضخمة. وتفتخر "أيباك" على موقعها بأنّها دعمت 365 مرشحًا ديمقراطيًا وجمهوريًا مؤيدًا لإسرائيل في عام 2022، بأكثر من 17 مليون دولار، كدعم مباشر. فبحسب موقعها، 98% من المرشحين المدعومين من "أيباك" فازوا في الانتخابات العامة، بينما ساهمت اللجنة في هزيمة 13 مرشحًا. مثلًا، أُطيح بممثل ميتشجان السابق، آندي ليفين، من مقعده في مجلس النواب عام 2022، بعدما أنفقت "أيباك" 4 ملايين دولار ضده. وكان ليفين واحدًا من الديمقراطيين الذين استهدفتهم اللجنة بسبب انتقاداتهم لإسرائيل.
هناك جدل كبير حول دور AIPAC في انتخابات الرئاسة الحالية، بخاصة في ولاية ميتشجان التي تلعب دورًا أساسيًّا، خصوصًا مع الحضور الكبير للأصوات العربية والمسلمة فيها. تعكس هذه الولاية الديناميات المعقدة التي تدور ضمن الحزب الديمقراطي والمشهد السياسي الأمريكي الأوسع. مع اقتراب الانتخابات في نوفمبر 2024، من المرجح أن تلعب "أيباك" دورًا كبيرًا، وأن تضخّ أموالًا ضخمة كتبرعات لحملات المرشحين الداعمين لإسرائيل، وذلك في سبيل الضغط على السياسة الأمريكية لمصلحة إسرائيل، واستهداف الديمقراطيين التقدميين الذين ينتقدون الإجرام الإسرائيلي المستمر على غزة خلال الأشهر الماضية.
فقد أطلقت أيباك، من خلال حليفتها Democratic Majority for Israel DMFI، أي الغالبية الديمقراطية لإسرائيل، حملة إعلانية في ميتشجان تشجّع الناخبين على اختيار اسم جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. أتى هذا ردًّا على دعوة من Anti-War Michinganders، أي من مجموعة أهالي ميتشجان المناهضين للحرب الذين دعوا الناخبين إلى اختيار خيار "غير ملتزم" (uncommitted) احتجاجًا على سياسات بايدن، بخاصة دعمه لإسرائيل في حربها على غزّة. وعلى الرغم من ذلك، كانت الحملة المضادة التي دعت إلى اختيار خيار "غير ملتزم" فعّالة، إذ إنّ أكثر من 100 ألف ناخب، أي نحو 13%، عبّروا عن عدم التزامهم التصويت لبايدن، وذلك تنديدًا بدعمه الجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة.
(*) مدى تماسك جبهة الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية ودورها في دعم القضايا العربية والإسلامية في الانتخابات الأمريكية 2024: قد تشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، المزيد من تماسك والأمريكيين من أصول فلسطينية وعرب ومسلمين وأفارقة ولاتينيين، بل واتفاقهم بوضع ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع المقبلة، وعدم انتخاب كلٍ من المتنافسيْن (بايدن وترامب). ويعزز توقع هذا السلوك الانتخابي من جانب عرب ومسلمي الولايات المتحدة الأمريكية، استمرار دعم بايدن الفعلي لإسرائيل، سواءً في صراعها المتنامي مع إيران أو في حربها المستمرة على غزة. فمن شأن ذلك التأثير سلبًا على فرصة الرئيس بايدن في النجاح بولاية رئاسية جديدة، فوفقًا لما ذكره الصحفي الأمريكي فريدمان فإن الرئيس بايدن سيكون آخر رئيس أمريكي يدعم إسرائيل- المستعمرة، براحة وعزيمة وقناعة، ذلك لأن التطورات التي تجتاح الشارع الأمريكي بما فيه الشارع اليهودي، ستتغير أولوياته، بسبب قناعات وإرادة وتوجهات شباب الجامعات الأمريكية لصالح فلسطين وضد المستعمرة وسلوكها وتطرفها.
وفي النهاية، يمكن القول إن المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب في الشرق الأوسط، قد تسببت في تداعيات مباشرة في السباق الانتخابي الحالي بين ترامب وبايدن. وعلى ما يبدو، هذه التداعيات جاءت في غير صالح بايدن، ونجم عنها أزمة جديدة له في سباقه الانتخابي الحالي مع ترامب. فعلى الرغم من جهوده خلال الأسابيع الأخيرة لوقف توسع الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، أعطت هذه المواجهة فرصة جديدة لترامب للهجوم عليه ووصفه كزعيم ضعيف. وفي محاولة لتجنب هذا التأثير الانتخابي السلبي على بايدن، فقد تعامل بتوازن في الموقف الراهن من هذا الصراع الإيراني الإسرائيلي المتنامي. فقد حذر بايدن من خطورة اتساع دائرة التوتر بين طهران وتل أبيب، إذ كانت هناك رسائل لتحذير إيران من التوسع في ضرباتها، أو استهداف القوات الأمريكية، وفي نفس الوقت أكد أنه لم يساعد إسرائيل في هجومها على إيران، وبالتالي يرغب في ضبط النفس من جانب الطرفين.
وإجمالًا، تذهب التوقعات أن يكون للأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط سواء ضربات إيران، وما يرتبط بذلك من رد وهجوم إسرائيل على إيران، أو حرب غزة قبلها، تأثير نسبي على الانتخابات الأمريكية 2024. ففي البداية كان هناك تعاطفًا أمريكيًا مع إسرائيل، لكن مع ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين والصور المروعة التي تصل من ساحة القتال غيرت اتجاهات الكثير من الرأي العام الأمريكي تجاه الحرب على غزة، وتمثل الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة إحدى تداعياتها الحالية. ويتوقف حدود هذا التأثير على مدى اهتمام الناخب الأمريكي بهذه الأحداث، وكيفية تعامل جماعات الضغط اليهودية في الولايات ومسلمي وعرب أمريكا معها.