كشفت دراسة جديدة لبيانات الأقمار الصناعية، أن أكثر من نصف المدن الرئيسية في الصين تشهد مستويات "متوسطة إلى شديدة" من الهبوط، ما يعرض ملايين الأشخاص لخطر الفيضانات، خاصة مع ارتفاع منسوب مياه البحر.
واكتشف مؤلفو الدراسة، الذين نشروا نتائجهم في مجلة "ساينس"، أنه بالإضافة إلى وزن البيئة المبنية، كان انخفاض منسوب المياه هو السبب الرئيسي لغرق 45% من التضاريس الحضرية في الصين بسرعة أكبر من 3 ملم سنويًا، و16% بسرعة أكبر من 10 ملم سنويًا.
وصرح الدكتور أو زوروي، الذي قاد فريق البحث في جامعة بجنوب الصين، أنه "حتى جزء صغير من الأراضي المنخفضة في الصين يمكن أن يترجم إلى تهديد كبير للحياة الحضرية"، نظرًا لأن عدد سكان الحضر في الصين يتجاوز بالفعل 900 مليون نسمة، حسبما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.
وتتكبد الصين بالفعل خسائر تزيد عن 7.5 مليار يوان كل عام بسبب الهبوط، وفي القرن المقبل، قد يكون ما يقرب من 25٪ من الأراضي الساحلية تحت مستوى سطح البحر، ما يزيد من خطر الفيضانات.
وفي مركز "تيندال" لأبحاث تغير المناخ بجامعة إيست أنجليا في نورويتش، قال الدكتور روبرت نيكولز: "إن هذا يوضح لنا أن هذه مشكلة وطنية بالنسبة للصين وليست مشكلة في مكان واحد أو مكانين فقط.. وهو نموذج مصغر للأحداث العالمية التي تحدث في أماكن أخرى من العالم".
ومن بين المدن الأكثر تضررًا كانت تيانجين، وهي مدينة في شمال الصين يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة. وفي أعقاب "الكارثة الجيولوجية المفاجئة" عام 2023، والتي عزاها المحققون إلى استنزاف المياه وتركيب آبار الطاقة الحرارية الأرضية، اضطر 3000 ساكن إلى الفرار من منازلهم.
كما أثر الإفراط في التعدين سلبًا على العديد من مناطق الفحم التاريخية في الصين، ما أجبر الحكومة على تعزيز التربة بشكل متكرر عن طريق ضخ الخرسانة في الحفر المنهارة.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذه المشكلة لا تقتصر على الصين فقط. وذكرت دراسة منفصلة، نُشِرَت في فبراير، أن نحو 6.3 مليون كيلومتر مربع من الأراضي في جميع أنحاء العالم معرضة للخطر.
ومن بين الدول الأكثر تضررًا هي إندونيسيا، حيث أصبحت أجزاء كبيرة من العاصمة جاكرتا الآن تحت مستوى سطح البحر.
وقالت "ذي إندبندنت" إن المدن المعرضة للخطر يمكن أن تتعلم الدروس من طوكيو، التي غرقت بنحو خمسة أمتار حتى حظرت استخراج المياه الجوفية في السبعينات.
وأضافت: "ينبغي النظر إلى تخفيف حدة الهبوط على محمل الجد، لكن لا يمكنك إيقاف كل ذلك، لذا فأنت تتحدث عن التكيف وبناء السدود".
ومن بين 44 مدينة ساحلية رئيسية تعاني من هذه المشكلة، توجد 30 مدينة في آسيا، وفقًا لدراسة أجريت في سنغافورة عام 2022.