كشفت شهادات جديدة لكبار المستشارين في حرس العاصمة الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان يمكنه، لو أراد، منع الفوضى التي حدثت، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكونجرس الأمريكي، احتجاجًا على نتائج الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن.
واقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأمريكي، 6 يناير 2021، إذ أدى ذلك الاقتحام إلى عمليات إخلاء وإغلاق لمبنى الكابيتول وتعطيل جلسة مشتركة للكونجرس في أثناء فرزهم الأصوات الانتخابية، لمنع إضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن الانتخابي.
قمع الشغب
وأمام لجنة فرعية بمجلس النواب، التي تحقق في الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى تفاقم اقتحام مبنى الكابيتول، أكد أربعة من القادة السابقين لحرس العاصمة، في شهادة مغلقة، أنه كان بإمكان دونالد ترامب إزالة الارتباك وتسريع وصول قوات الحرس الوطني لقمع أعمال الشغب في الكابيتول إذا اتصل بقادة البنتاجون، بحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
وأدين ما يقرب من 900 أمريكي بارتكاب جرائم تتعلق بأحداث 6 يناير، إذ تم إدانة نحو 170 شخصًا، بينما اعترف أكثر من 710 أشخاص بالذنب، وحكم على أكثر من 450 من هؤلاء الأفراد بالسجن، بينما تواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي البحث عن آخرين تم إدانتهم في أحداث الشغب.
الخلاف العميق
وركز الجزء الأكبر من شهادات، مستشاري الجهة الأمنية، على الخلاف العميق بين قيادة حرس العاصمة والبنتاجون حول ما إذا كان قد صدر أمر بالانتشار في مبنى الكابيتول، وأكد الشهود للجنة الإدارة إن القادة العسكريين بدوا مترددين في إرسال قوات حراسة إلى مبنى الكابيتول إلا بعد ساعات من اندلاع أعمال العنف.
وبحسب الصحيفة وجدت لجنة مكافحة الشغب أن ترامب لم يجري أي مكالمات مع كبار القادة في وزارة العدل أو البنتاجون أو وزارة الأمن الداخلي في أثناء احتدام العنف، حتى ساعدت شرطة العاصمة والحرس الوطني شرطة الكابيتول على احتوائه في ذلك المساء.
ترامب المتفرج
وعارض الشهود ادعاءات قادة البنتاجون السابقين، بداية من وزير الدفاع "مكارثي" إلى القائم بأعمال وزير الدفاع آنذاك "كريس ميلر" إلى الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة "مارك ميلي"، الذين أكدوا أن الحرس الوطني تم نشره في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ذلك الكلام عار من الصحة، ولم تصلهم أي مكالمات بالتحرك في أي اتجاه، وهي المكالمة التي لو تمت من وجهة نظرهم، لكان من الممكن السيطرة على الموقف.
وأكد الشهود في التحقيقات التي أطلعت عليها الصحيفة، أنه بدلًا من أن يقوم الرئيس السابق بالاتصال بوزير الدفاع، شاهد ترامب أعمال الشغب على شاشة التلفزيون وأجرى مكالمات هاتفية مع حلفائه الذين كان يأمل أن يدعموا محاولته لمنع فوز الرئيس جو بايدن، في سعيه لتخريب انتخابات 2020، وخلصت اللجنة في تقريرها النهائي إلى أن ترامب كان مسؤولًا بشكل فريد عن الهجوم العنيف على الكابيتول من قبل أنصاره.