تحذيرات خطيرة أطلقتها المخابرات الأمريكية المركزية، حول حظوظ أوكرانيا في حربها ضد روسيا، حيث كشف مدير الوكالة عن أن توقف المساعدات الأمريكية سيجعل كييف تواجه انتكاسات كبيرة خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، والتي ستؤدي في النهاية إلى الخسارة الحتمية للحرب.
وأصبحت روسيا تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي المهمة، بعد 3 أعوام من الحرب، التي كانت في الماضي أوكرانية، حيث تآكل ربع البلاد تقريبًا على يد الروس، وفي المقابل يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا وتراجعًا مستمرًا، بسبب نقص المعدات الحربية والجنود، التي تحتاجها الخطوط الأمامية، ومنذ فشل هجوم كييف المضاد حقق الجيش الروسي أكبر مكسب له على الإطلاق بعد معركتي باخموت وأفدييفكا.
لحظات صعبة
"قد تخسر أوكرانيا في ساحة المعركة بحلول نهاية عام 2024".. هكذا أكد مدير وكالة المخابرات الأمريكية المركزية ويليام بيرنز، خلال جلسة في منتدى مركز بوش حول القيادة، مشيرًا، بحسب شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، إلى أن الأوكرانيين يمرون الآن بلحظات صعبة على جميع الجبهات في ساحة المعركة بسبب نقص المعدات.
ويتسارع التقدم الروسي، كما يقول معهد دراسة الحرب "ISW" الأمريكي، في غياب التحرك الأمريكي العاجل، إذ يضغط الروس على تفوقهم ويتقدمون ببطء وثبات في عدة قطاعات من الجبهة، لافتين إلى أن القوات الروسية استولت على 365 كيلومترًا مربعًا - 138 ميلًا - وهي مساحة بحجم ديترويت، منذ بداية العام حتى الآن.
ضربات أعمق
وبدون مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، قد تواجه أوكرانيا انتكاسات كبيرة في حربها مع روسيا، ووفقًا لمدير الوكالة فإن المساعدات التكميلية من الولايات المتحدة ستمكن القوات الأوكرانية من الصمود في ساحة المعركة خلال الأشهر المتبقية من عام 2024، بل وستواصل إلحاق الضرر بضربات أعمق في شبه جزيرة القرم، وضد أسطول البحر الأسود.
ونفذت القوات الأوكرانية أمس ضربة ناجحة ضد المطار الروسي في دزانكوي المحتلة بشبه جزيرة القرم، حيث دمرت الغارة، بحسب مديرية الاستخبارات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا، وألحقت أضرارًا جسيمة لمعدات الدفاع الجوي الروسية، منها أربع قاذفات من طراز إس-400، وثلاث محطات رادار، ونظام مراقبة المجال الجوي.
المساعدات العسكرية
ويخطط الكونجرس الأمريكي لتمرير ثلاثة مشاريع قوانين لتقديم المساعدة العسكرية التكميلية للحلفاء، بما في ذلك 60 مليار دولار لأوكرانيا، وهي المساعدات التي وصفها مدير المخابرات بأنها ستكون مساعدة عملية ونفسية، والتي ستمكن الأوكرانيين من الصمود وتحطيم وجهة نظر روسيا بأن الوقت في صالحها.
وبدون تلك المساعدات، التي وصلت إلى طريق مسدود سياسيًا في الكونجرس بسبب المماطلة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ستواجه أوكرانيا خطورة حقيقة، واحتمال خسارتهم للحرب في ساحة المعركة، وهو الأمر الذي سيمكن روسيا، بحسب بيرنز، من إملاء شروط التسوية السياسية بكل أريحية.