على وقع التوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة، رغم المحاولات العديدة لإذابة جليد التوترات، اتهمت أمريكا الصين بتمويل وتغذية أزمة الفنتانيل في واشنطن عن عمد للاستفادة من وباء المواد الأفيونية القاتل.
أكبر داعم للفنتانيل
وبحسب تحقيق أجرته لجنة بمجلس النواب الأمريكي بشأن الصين، تزعم واشنطن أن الحزب الشيوعي الصيني يقدم "دعمًا مباشرًا" لتصنيع وتصدير مواد الفنتانيل من خلال التخفيضات الضريبية، ويمنح الأموال للشركات التي تتاجر بهذه المواد علنًا، ويقدم معلومات لتجار المخدرات عندما تسعى حكومة الولايات المتحدة إلى التحقيق معهم.
وقال مايك جالاجر، رئيس اللجنة المعنية، في تصريحات افتتاحية خلال جلسة استماع بشأن التقرير: "يخبرنا الحزب الشيوعي الصيني أنه يريد دخول المزيد من الفنتانيل إلى بلادنا.. إنها تريد الفوضى المجتمعية والدمار الذي نتج عن هذا الوباء. ونعم، إنها تريد المزيد من القتلى الأمريكيين".
وأوصت اللجنة بأن تعزز الولايات المتحدة العقوبات ضد المتورطين في تجارة الفنتانيل "بطريقة عدوانية ومنسقة" وسد الفجوات التنظيمية والتنفيذية التي تستغلها بكين.
الصين.. مصدر المخدر
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلًا عن المدعي العام الأمريكي السابق ويليام بار قوله: "بدون إنتاج وتصدير الصين للفنتانيل وسلائفه، لما كانت أزمة الفنتانيل الأمريكية موجودة، مضيفًا أن "المذبحة الجماعية ستتوقف فعليًا".
وأشار العديد من المسؤولين إلى أن الصين، على الرغم من كونها أكبر منتج في العالم للمواد الكيميائية اللازمة لإنتاج الفنتانيل، فإنها لا تعاني من تلك الأزمة، لكن هذا يعني أيضًا أن الصين "لا تشارك الولايات المتحدة في إلحاحها لملاحقة بائعي المخدرات"، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
عرض أم طلب؟
اختلفت الآراء بين بكين وواشنطن حول ما يغذي أزمة الفنتانيل في أمريكا. إذ ترى الحكومة الأمريكية، أن السبب الرئيسي يرجع إلى تدفق إمداد الأدوية الكيميائية القادمة من الصين، بينما تقول الحكومة الصينية إن الطلب من الولايات المتحدة هو السبب.
وفي هذا الصدد، قال يو هاي بين، أحد كبار مسؤولي مكافحة المخدرات في الصين، قبل اجتماع بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين حول وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة: "إن جذور الفنتانيل تكمن داخل البلاد نفسها.. ولا تصنعها الصين"، حسبما ذكرت شبكة "إن بي سي" الأمريكية.
ومع تصاعد الأزمة، تقول فاندا براون من معهد بروكينجز لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن التعاون بين الولايات المتحدة والصين في التصدي لتهريب المخدرات "توقف تمامًا تقريبًا".