في حادثة جديدة، ضمن سلسلة الصراع الدائر بين الشرطة المكسيكية وعصابات المخدرات المنتشرة في الدولة، لقي أربعة من ضباط الشرطة مصرعهم، إثر هجوم دموي نفذه مجرمون على هيئة كمين محكم على طريق رئيسي في مدينة سيلايا بولاية جواناخواتو شمال وسط البلاد.
حرب عصابات
وتشهد المكسيك حالات قتل مستمرة لعناصر الأمن العام ومباحث المخدرات، حيث شهد العام الماضي وحده، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، وفاة 412 ضابطًا في أماكن مختلفة، وذلك بزيادة قدرها 2% مقارنة بعام 2022.
وتعد ولاية جواناخواتو، خاصة مدينة سيلايا، الأكثر عنفًا بين الولايات المختلفة، ومسرحًا لهجمات متتالية وقتال بين عصابة سانتا روزا دي ليما المحلية وعصابات خاليسكو للمخدرات، وشهدت أكبر عدد من ضحايا الشرطة، حيث قتل حوالي 60 ضابطًا بالمدينة خلال 2023.
تحدٍ كبير
وطالبت المكسيك، بحسب الشبكة الأمريكية، بإجراء تحقيق حول العثور على الأسلحة العسكرية الأمريكية في أيدي عصابات المخدرات المكسيكية بشكل متزايد، حيث عثر الجيش المكسيكي على مدافع رشاشة وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية، لا تباع للاستخدام المدني في الولايات المتحدة.
وتشكل تلك الأسلحة الأمريكية ذات المستوى العسكري العالي، تحديًا كبير للجيش المكسيكي، الذي يواجه بالفعل، إلى جانب الشرطة والحرس الوطني، عصابات تدير مركبات مدرعة محلية الصنع وطائرات بدون طيار لإسقاط القنابل، والتي دائمًا ما تتفاخر بها العصابات وتعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي.
رد أمريكي
وتقدر الحكومة المكسيكية أن 70% من الأسلحة التي يتم تهريبها إلى المكسيك تأتي من الولايات المتحدة، ونقلت الشبكة، عن وزيرة العلاقات الخارجية المكسيكية، تخوفها بشأن استمرار طريقة دخول تلك الأسلحة المخصصة فقط للاستخدام الحصري للجيش الأمريكي.
بدورها نفت الولايات المتحدة على لسان كين سالازار، سفيرها لدى المكسيك، أي معرفة بتلك القضية مؤكدًا التزامه بالعمل مع وزارة الدفاع المكسيكية للوقوف على الأسباب التي تجعل تلك الأسلحة الأمريكية في متناول يد العصابات الإجرامية.
مخزونات البنتاجون
ورجحت الشبكة الأمريكية أن يكون تهريب أسلحة البنتاجون إلى المكسيك تتم عبر عدة طرق، منها قيام المصنعين لها ببيعها بصورة مباشرة للعصابات بخلاف الصفقات مع الجيش الأمريكي، كما أشارت الشبكة إلى وجود تقارير حول اختفاء الأسلحة العسكرية من مخزونات الجيش والتي يمكن أن يكون تم تهريبها إلى المكسيك.
وصادر الجيش المكسيكي، 221 رشاشًا آليًا بالكامل، و56 قاذفة قنابل يدوية، وعشرات قاذفات الصواريخ من عصابات المخدرات منذ أواخر عام 2018، ورغم تمتع قوات الدفاع بقوة عسكرية متفوقة، إلا أن أسلحة عصابات المخدرات أصبحت تتفوق الآن، وفقًا للشبكة الأمريكية على العديد من أفرع الجيش والشرطة.
قضية المهاجرين
وتحاول المكسيك الضغط على الإدارة الأمريكية لتنفيذ إجراءات قانونية ضد مصنعي الأسلحة والمتاجرين بها لمساهمتها في العنف بالبلاد، ومن أجل ذلك تقوم بمساومتها حول تنفيذ مطالبها المتعلقة بالحد من تدفق المهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة بأي طريقة عبر الحدود المكسيكية.