أشار تقرير حديث، صادر عن مركز أبحاث الأمن القومي بالولايات المتحدة، إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي يعني أنه يجب على مجتمع الاستخبارات الأمريكي "تجديد طريقته التقليدية في ممارسة الأعمال".
ولفت التقرير إلى أن أنظمة الاستخبارات اليوم لا تستطيع مواكبة الكم الهائل من البيانات المتاحة الآن، ما يتطلب "اعتمادًا سريعًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي"، للحفاظ على ميزة استخباراتية على القوى المنافسة.
ووفقًا للتقرير الصادر عن مشروع الدراسات التنافسية الخاصة (SCSP)، فإن مجتمع الاستخبارات الأمريكي "يخاطر بالمفاجأة، والفشل الاستخباراتي، وحتى استنفاد أهميته" ما لم يتبن قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة طوفان من البيانات.
القدرة التنافسية
أكد التقرير أن الحكومة الأمريكية تحتاج إلى التفكير في "القدرة التنافسية الوطنية" أكثر من "الأمن القومي"، بالنظر إلى النطاق الأوسع من التقنيات المستخدمة الآن لمهاجمة المصالح الأمريكية. وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
ووفقًا للرئيس والمدير التنفيذي للمشروع، يلي باجراكتاري، تحتاج الولايات المتحدة إلى الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا "لأن هناك سباقًا متسارعًا للحصول على رؤى من البيانات في الوقت الفعلي لحماية مصالح الولايات المتحدة، بدلاً من الاعتماد على مجموعة محدودة من المعلومات السرية".
وحسب التقرير، فإن سرعة تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي "تتجاوز بكثير سرعة تطور أي عصر سابق" من التحول التكنولوجي.
كما أن معظم "فيضان البيانات" الحالي يأتي بشكل غير منظم، ومن مصادر متاحة للعامة، وليس في مذكرات سرية تمت صياغتها بعناية.
هكذا، يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي لأعداء واشنطن "سبلًا جديدة لاختراق دفاعات الولايات المتحدة، ونشر المعلومات المضللة، وتقويض قدرة مجتمع الاستخبارات على إدراك نواياهم وقدراتهم بدقة".
كما تعمل هذه الأدوات أيضًا على "إضفاء طابع ديمقراطي على القدرات الاستخباراتية"، ما يزيد من عدد الدول والمنظمات التي يمكنها أن تحاول بمصداقية العبث بمصالح الولايات المتحدة.
تغييرات استخباراتية
أدت التقنيات الرقمية الجديدة والتهديدات السيبرانية إلى تغيير أعمال جمع المعلومات الاستخبارية لعقود من الزمن، ففي الماضي، كان الأمر يتطلب حدوث أزمة أو هجوم -مثل سبوتنيك أو 11 سبتمبر- لإحداث تغييرات كبيرة في جمع المعلومات الاستخبارية، لكن الثورات التكنولوجية تحفّز الإبداعات التنظيمية، من إنشاء الوكالة الوطنية للصور ورسم الخرائط في عام 1996 -التي أصبحت الآن الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية- إلى إنشاء وكالة المخابرات المركزية لمديرية الابتكار الرقمي في عام 2015.
الآن، يؤكد التقرير أن الحكومة الأمريكية تحتاج إلى بناء المزيد من الروابط مع مطوري الذكاء الاصطناعي المتطور واعتماد أدواتهم "لإعادة اختراع كيفية جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها وإنتاجها ونشرها وتقييمها"، وسوف تستفيد وكالات الاستخبارات من "كيان مفتوح المصدر" داخل الحكومة مخصص لتسريع استخدام البيانات المتاحة بشكل مفتوح وتجاري.