الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بتريليوني دولار عام 2030 .. قطار الذكاء الاصطناعي يصطدم بـ"الاقتصاد العالمي"

  • مشاركة :
post-title
الذكاء الاصطناعي يواصل النمو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي سمة أساسية من سمات الاقتصاد العالمي، وأصبحت السوق الخاص بها تنمو يومًا بعد يوم، وهو ما دفع الباحثين والمراكز الإحصائية لعمل تتبع لمدى توغلها في الاقتصاد العالمي، ما كشف عن أن السوق الخاص بها، الذي وصل إلى 200 مليار دولار في عام 2023، سيمتد لأضعاف أضعاف ذلك الرقم، ليصل إلى قرابة الـتريليوني دولار أمريكي بحلول عام 2030.

ويُعرّف الذكاء الاصطناعي، على أنه محاكاة لقدرة الكمبيوتر والآلات، للعقل البشري والتفكير بشكل إبداعي، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على التعلم من التجارب وفهم اللغات المختلفة وإعطاء قرارات لمعالجة المشكلات الطارئة.

أشكال عديدة

ينقسم الذكاء الاصطناعي، بحسب موقع statista للإحصائيات العالمية، إلى فئات عديدة من أهمها التعلم الآلي والتعلم العميق، بجانب فئات فرعية أخرى مثل معالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الكمبيوتر، والروبوتات وغيرها، حيث يشكل التعلم الآلي أبسط أشكال الذكاء الاصطناعي، ويتم منح البرامج الخاصة به مجموعة واضحة جدًا من المعلومات لاستخدامها في التفاعلات مع البشر وتكون محدودة النطاق، وهو أحد الأشكال الأكثر شيوعًا، ويستخدم في برامج مثل مساعدي الدردشة الأساسيين والتطبيقات والأوامر الصوتية.

أما التعلم العميق الخاص بالذكاء الاصطناعي، فيحتوي على معلومات ومجموعات بيانات أولية، إلا أنه يمكنه دمج المعلومات أثناء تفاعله مع البشر، حيث يتعلم البرنامج بمرور الوقت ويصبح أكثر تعقيدًا وذكاء وسرعة في الإجابات، ومن أبرز أمثلته ChatGPT من OpenAI وبرنامج Bard من Google.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الاكثر انتشارا
الذكاء التوليدي

في نهاية عام 2022 برز اتجاه جديد في تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يشير إلى البرامج التي يمكنها إنشاء نصوص وصور وموسيقى ومحاكاة الأصوات والأماكن، وخلال الخمس سنوات الماضية، تقدم الذكاء التوليدي بشكل كبير واجتذب عمالقة التكنولوجيا للعمل فيه مثل Google وMicrosoft وAmazon، وأخيرًا X أيضًا.

ويتنافس الجميع في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الأكثر تقدمًا، لكن برزت العديد من العيوب وتم اتهام الشركات بتدريب النماذج الخاصة بها على إنشاء النصوص والصور المحمية بحقوق الطبع والنشر، وازدراء الكتّاب والفنانين، كما بات التخوف من تدخلها في الانتخابات العالمية أمرًا منتشرًا في العديد من البلدان.

في الشهر الماضي فقط، فوجئ الناخبون في الولايات المتحدة الأمريكية، بمكالمة هاتفية مميزة تحمل صوت الرئيس، جو بايدن، تحث الناخبين على عدم التصويت لأناس بأعينهم، كما شهدت تايوان نصيبها من التزييف على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في 13 يناير الماضي، الأمر الذي دفع 20 شركة تكنولوجية، أبرزها "جوجل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"تيك توك" و"أوبن أي" و"أمازون"، بالتعهد بالمساعدة في منع الاستخدامات الخادعة للذكاء الاصطناعي من التدخل في الانتخابات العالمية.

ارتفاع حجم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
الاقتصاد العالمي

مع التقدم في التعلم العميق والتعلم الآلي، إلى جانب التأثير الهائل الذي قد تُحدثه مثل هذه البرامج على الاقتصاد العالمي، فمن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي في تطور تنافسي مستمر في جميع الاقتصادات المتقدمة، ووفقًا لشركة Next Move Strategy Consulting، المتخصصة في الأبحاث الرائدة، فمن المنتظر أن يظهر سوق الذكاء الاصطناعي (AI) نموًا قويًا في العقد المقبل، متوقعين قيمتها التي تبلغ نحو 100 مليار دولار أمريكي عشرين مرة بحلول عام 2030، لتصل إلى ما يقرب من تريليوني دولار أمريكي.

ويغطي سوق الذكاء الاصطناعي عددًا كبيرًا من الصناعات، بدءًا من سلاسل التوريد والتسويق وصناعة المنتجات والبحث والتحليل، حيث من المنتظر أن تكون تأثيراته على أعداد الموظفين على مستوى العالم موضع اهتمام كبير في السنوات المقبلة، وتوقعت معظم الشركات أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تقليل عدد الموظفين في أعمالها باستثناء تطوير المنتجات وتحليل المخاطر.