يبدو أن منطقة الشرق الأوسط على موعد مع هجمات متبادلة جديدة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وإيران من شأنها أن تجر المنطقة إلى حرب إقليمية على نطاق أوسع.
بعد يوم واحد من الهجمات الإسرانية المباشرة وغير المسبوقة التي ضربت تل أبيب، يستعد جيش الاحتلال خلال الساعات المقبلة للرد على تلك الهجمات.
الجميع يتأهب
أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتزي هاليفي، اليوم الاثنين، أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني هو أمر واقع، وفي هذه الأثناء تجري الاستعدادات في المؤسسة الدفاعية، لكن إسرائيل تدرك الضغوط الدولية عليها وتحرص على نقل رسائل إلى حلفائها مفادها: "نحن غير مهتمين بإدخال المنطقة إلى الحرب".
وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن إسرائيل تريد كسر التحالف الدولي الذي تم تشكيله السبت مع أمريكا وبريطانيا لصد الهجوم.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن مسؤول إسرائيلي كبير أكد أن مجلس الوزراء الحربي المصغر راجع الخطط العسكرية للرد المحتمل على إيران خلال اجتماع استمر قرابة ثلاث ساعات اليوم، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي يتحرك "سريعًا".
وبالفعل، خلال اتصال هاتفي تم منذ ساعات أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن، أنّ تل أبيب ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الصاروخي والطائرات دون طيار غير المسبوق الذي شنته إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع.
على جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن طهران "تستعد لأي رد فعل من جانب إسرائيل"، مضيفة أن "الرد الساحق من إيران على الخطوط الجوية البريطانية، التي تم استخدامها لردع طائرتها وصواريخها، سيتم تقديمه مباشرة بعد الرد الإسرائيلي".
وذكرت مصادر إيرانية، أن طهران مستعدة لاستخدام الأسلحة التي لم تستخدمها في الماضي، كما أنه تم الإبلاغ عن زيادة التأهب وزيادة القيود على الطيران الدولي في غرب وشمال غرب وجنوب غرب إيران.
الثأر من إيران
وبعد حالة من التأهب القصوى عاشت فيها تل أبيب على مدار الأيام القليلة الماضية في انتظار الضربة الإيرانية، تهدف إسرائيل إلى الثأر من الإيرانيين، بعد هجوم شمل إطلاق غير مسبوق لأكثر من 300 صاروخ وطائرة دون طيار، حسبما ذكرت "يديعوت أحرونوت".
وذكرت الصحيفة العبرية، أن مثل هذا الهجوم سيثبت لطهران أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي مكان، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتفاجأ هذه المرة من الرد الإسرائيلي - في إشارة إلى أنه سيتم إبلاغها مسبقًا.
وفي القدس، تعهد الجانب الإسرائيلي للأمريكيين بأنه سيتم إبلاغهم هذه المرة، خلافًا لما حدث في هجوم دمشق المنسوب إلى إسرائيل، مسبقاً لضمان عدم تعرض القوات الأمريكية للأذى إذا هاجمها الإيرانيون.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مجلس الوزراء نظر في "خيارات مختلفة" - من الدبلوماسية إلى الهجوم الفوري. وقال مسؤول أمريكي كبير، إن "إسرائيل قد تهاجم أهدافا في عمق إيران ردًا على هجوم طهران".
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت تحدثا ثلاث مرات منذ السبت الماضي.