الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طلقة تحذيرية في سماء تل أبيب.. إيران تتخلى عن حرب الظل

  • مشاركة :
post-title
هجوم إيران على إسرائيل - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يمثل الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، أول من أمس السبت، تغييرًا في نهج طهران، التي تعتمد على وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط للهجوم على دولة الاحتلال منذ بدء حربها على حماس في 7 أكتوبر الماضي. 

وتتجه الأنظار الآن نحو إسرائيلا انتظارا لردها العسكري على إيران، بينما تسعى أمريكا إلى يكون الرد دبلوماسيًا لتخفيف التوترات الإقليمية.

ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، نقلًا عن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قوله، إن الهجوم جاء ردًا على غارة جوية ألقي باللوم فيها على إسرائيل، دمرت خلالها مكاتب قنصلية في سوريا وقتلت جنرالين في الحرس الثوري، بينما قالت إسرائيل إن جميع الطائرات دون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران خلال ليل السبت الماضي، التي يزيد عددها على 300 تقريبًا، أسقطها نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ، المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا. 

وكانت الضحية الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها نتيجة الهجمات الإيرانية، هي إصابة فتاة في جنوب إسرائيل، فضلًا عن إصابة لقاعدة جوية في تل أبيب صاروخ واحد فقط، لكنهما إصابتان طفيفتان، على حد تعبير الصحف العبرية. إلا أن قائد الحرس الثوري الإيراني وصف العملية بأنها "ناجحة".

وقالت منى يعقوبيان، نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن إيران تمكنت من تحقيق التوازن بين الرد العلني على الغارة في دمشق وتجنب إثارة المزيد من العمل العسكري الإسرائيلي على الأقل في البداية، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراع أوسع بكثير.

وأكدت أن كلًا من إيران وإسرائيل قادرتان في هذه المرحلة على إعلان النصر والتراجع عن الهاوية، خاصة أنه لم يُقتل مدنيون إسرائيليون.

وترى وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أنه ومع ذلك، لا يزال العالم ينتظر نتيجة اجتماع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي أمس الأحد، الذي ضغط خلاله المتشددون الإسرائيليون من أجل الرد، لكن آخرين اقترحوا ضبط النفس.

وبدوره، قال بيني جانتس، عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي: "سنبني تحالفًا إقليميًا وسنجمع الثمن من إيران بالطريقة وفي الوقت الذي يناسبنا".

ويرى المحللون، أن إيران بعثت رسالة مفادها أنها مستعدة للتصعيد وتغيير قواعد الاشتباك في حرب الظل التي تخوضها مع إسرائيل.

وفي هذا الصدد، ذكر ماجنوس رانستورب، المستشار الاستراتيجي في جامعة الدفاع السويدية، أنها "طلقة تحذيرية، تقول إنه إذا انتهكت إسرائيل القواعد، فستكون هناك عواقب".

من جانبها، تقول "أسوشيتد برس" أن الهجوم الإيراني من الممكن أن يؤدي إلى زيادة المخاوف من أن تتسبب الحرب في غزة في حدوث فوضى إقليمية. لكن إيران تؤكد أنها لا تسعى إلى حرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة. إذ قال وزير خارجيتها، إن طهران "ليس لديها أي نية لمواصلة العمليات الدفاعية" في هذه المرحلة ما لم تتعرض للهجوم.

وشددت إيران أنها استهدفت المنشآت الإسرائيلية المشاركة في هجوم دمشق، وليس المدنيين أو "المناطق الاقتصادية".

وبعد أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" ضد حماس، شاركت الجماعات المدعومة من إيران في كل من سوريا والعراق واليمن في ضرب إسرائيل.

لكن من ناحية أخرى، قالت مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط، مها يحيى، إن طهران "مستعدة الآن لرفع مستوى الرهان" دون الاعتماد على الوكلاء.