في الوقت الذي تسعى فيه دولة الاحتلال، للرد على الهجمات الإيرانية، وأطلق عليها الحرس الثوري اسم "الوعد الحقيقي"، التي بسببها عاش الإسرائليون وحكومة بنيامين نتنياهو، واحدًا من أسوأ أيامه على الإطلاق، إلا أن توسيع دائرة الحرب وبالأخص مع إيران يفتح على إسرائيل بابًا يمكن أن تحدث بسببه حربًا نووية.
وشنت الجمهورية الإيرانية، هجومًا شامًلا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، وواجهت إسرائيل أكثر من 300 تهديد مختلف، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، التي جاءت، بحسب "الجارديان" البريطانية، ردًا على مقتل جنرال بارز في الحرس الثوري الإيراني، في غارة على مبنى دبلوماسي إيراني في العاصمة السورية دمشق.
هجوم تقليدي
موقع "ذا هيل" الأمريكي، وضع 4 سيناريوهات للصراع النووي المفترض بين دولة الاحتلال وجمهورية إيران، إذا ما نشبت بينهما حرب شاملة على خلفية الأحداث التي تشهدها الساحة، فجاء السيناريو الأول متوقعًا شن إيران هجومًا تقليديًا واسع النطاق "فقط" على إسرائيل إذا ردت على الهجمات الأخيرة، وهو ما يجعل الرد الإسرائيلي بانتقام نووي محدود، ولكن إذا اشتملت الضربات الإيرانية الثانية على أسلحة كيميائية أو بيولوجية، فقد تقرر إسرائيل أيضًا شن هجوم نووي محسوب.
ويعتمد ذلك السيناريو بشكل كبير على التوقعات المفترضة من قِبل دولة الاحتلال، فإذا كان الهجوم الإيراني التقليدي موجهًا نحو الأهداف الصعبة مثل البنية التحتية العسكرية، فإن الانتقام النووي قد يكون خيارًا مطروحًا من قبل جيش الاحتلال، حتى يتمكن من الحد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بالجيش.
الانتقام النووي
وهو نابع من قيام دول الاحتلال -وفقًا لذا هيل- بمحاولتها استباق الهجوم الإيراني التقليدي الثاني بالأسلحة العادية، وضرب مواقع إيرانية بصورة مفاجئة، وفي تلك الحالة يعتبر رد الفعل الإيراني، هو المحرك الرئيسي للأحداث، فإذا كان الرد نوويًا بأي شكل كان، بما في ذلك الأسلحة الإشعاعية، فمن المتوقع أن تلجأ دولة الاحتلال إلى الانتقام النووي، لكنه سيكون خاضعًا للرقابة الدولية.
ويمكن لهذا السيناريو أن يتطور، إذا كان الرد الإيراني على الضربة الاستباقية الإسرائيلية مقتصرًا على الضربات التقليدية على الأهداف الصعبة، فمن غير المرجح أن يتجه صنّاع القرار في إسرائيل إلى استخدام الأسلحة النووية، لكن في الوقت ذاته لا يمكن استبعاد الانتقام النووي المضاد من الاحتلال، إذا ضربت إيران المدنيين.
ضربة استباقية
هذا السيناريو وصفته الصحيفة بأنه الأصعب، حيث تكون دولة الاحتلال معرضة للدمار الشامل من قِبل الأسلحة النووية الإيرانية، والتي من المفترض أنها تسعى لامتلاكها منذ فترة، حيث من المتوقع قيام إسرائيل بشن ضربة نووية استباقية، بعد الرد على الهجمات، ولكنها في الوقت نفسه ستقتصر على الأهداف العسكرية، ومقيدة بحدود قانونية وضرورة عسكرية، ومسموح بها بموجب القانون الدولي.
حرب شاملة
يعتمد هذا السيناريو الأخير، على فشل الضربة التقليدية الإيرانية الثانية في تدمير القدرة النووية لدولة الاحتلال، أو فشل الضربة الإسرائيلية التقليدية في تدمير قدرات إيران العسكرية، الأمر الذي من المرجح أن ينشب مع حرب نووية على مستوى متقدم، يتم فيها استخدام الأسلحة الإشعاعية والبيولوجية، ويمكن أن تزداد الأمور سوءا لو تصاعدت الحرب.
ولا تزال إيران وفقًا للموقع الأمريكي، في مرحلة ما قبل السلاح النووي، والتي تقتصر على أسلحة نشر الإشعاع فقط، وإذا أرادت دولة الاحتلال، أن تبتعد عن أي حرب نووية في المستقبل فعليها صياغة سياسات نووية قائمة على منطق تعتبر فيه إيران دولة عقلانية حتى لو تحالفت مع دول أخرى ضدها.