تعتبر مدينة تسمانيا الأسترالية، مثالًا كبيرًا على التحديات التي تواجهها الدولة، عندما يتعلق الأمر بالتخلص من إطارات السيارات، حيث تنتج الملايين من الإطارات المستعملة سنويًا، لكن الكثير منها لا يزال يذهب في النهاية إلى مدافن النفايات، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني.
وتمتلك أستراليا صناعة كبيرة لإعادة تدوير الإطارات، حيث يذهب فتات المطاط الناتج عن الإطارات الممزقة إلى الأسفلت للطرق، ويمكن استخدام الوقود المشتق من الإطارات المستخرجة لتوفير الطاقة، إلا أنه يعتبر مكب النفايات خيارًا متاحًا للإطارات المستعملة في جميع أنحاء البلاد.
أستراليا تتراجع
في العام الماضي، خرج ما يعادل 68 مليون إطار من مختلف سيارات الركاب في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لإحصاءات منظمة TSA، التي تتضمن ممثلين من جميع أنحاء سلسلة توريد الإطارات، وأكدت أن استراليا تتراجع في هذا المجال تدريجيًا، مشيرين إلى أنه في عام 2023، تم استرداد 58% من الإطارات المستعملة لإعادة استخدامها أو إعادة معالجتها.
وانتهى الأمر بـ225 ألف طن من الإطارات المستعملة العام الماضي، في مكب النفايات أو تم تخزينها أو تم التخلص منها بشكل غير قانوني، بحسب إدارة أمن المواصلات الأسترالية، التي تعتبر زيادة كبيرة عن عام 2018، عندما كان الرقم 143 ألف طن فقط، ورغم ذلك العدد الهائل، إلا أن الجمعية الأسترالية لإعادة تدوير الإطارات، كشفت عن أن تلك الإحصائيات لا تحاكي الواقع كاملًا.
تجار التجزئة
في عملية مسح حديثة، كشف فريق وكالة حماية البيئة، بحسب "إي بي سي نيوز" أستراليا، الذي يقوم بمهمة التأكد من أن الميكانيكيين ومسؤولي المخازن يتخلصون من الإطارات المستعملة بشكل صحيح، أن هناك عملية إغراق واسعة تتم من خلال تجار التجزئة الصغار، الذين لا يمتلكون معرفة أو وعي بالتزاماتهم.
وكشف المسح أن هؤلاء التجار الذين من المفترض قيامهم بالتقاط الإطارات والتخلص منها بشكل قانوني وآمن، يعمل العديد منهم على الاستيلاء على أموال الدولة من خلال التقاط تلك الإطارات المستعملة بأسعار أقل من المعتاد، ثم يتخلصون منها بشكل غير قانوني، بدلًا من دفع المبلغ كامل للتخلص منها بشكل صحيح.
إطار تنظيمي
وأكدت سوزان تومبورو، الرئيس التنفيذي للمجلس الأسترالي لإعادة التدوير، أن الشيء الوحيد الذي نحتاجه أولًا وقبل كل شيء هو إطار تنظيمي متسق في جميع أنحاء البلاد لضمان حظر الإطارات غير المعالجة من مكبات النفايات، مشيرة إلى أن تحويل الإطارات بعيدًا عن مكب النفايات هو أهم شيء.
ويعتبر الأمر الحاسم لمجلس إعادة التدوير، هو تحفيز الطلب على المنتجات المصنوعة من الإطارات المستعملة، وذلك يقع على عاتق المجالس المحلية التي تتولى مسؤولية التخلص من الإطارات، الأمر الذي يعني في النهاية وصول أعداد قليلة جدًا من الإطارات إلى مكب النفايات، وسيتم بدلًا من ذلك إعادة تدويرها واستخدامها في منتجات أخرى.