أظهر بحث علمي جديد أن أستراليا معرضة لموجات كبرى من الجفاف يمكن أن تمتد لأكثر من 20 عامًا، وذلك استنادا إلى نماذج المناخ الجديدة، مطالبًا الإستراليين، خاصة المزارعين، بالاستعداد ووضع خطط قبل حدوث الجفاف، الذي جعلته التغييرات المناخية أكثر حدة وأطول أمدًا.
ومن المنتظر أن يتجاوز العالم العتبة الحرجة المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحلول نهاية العقد الحالي، مع وصول الانبعاثات ذروتها في العالم المتقدم، وهي الأعلى في التاريخ منذ بدء قياس درجة حرارة الأرض.
وأشارت توقعات هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في تقريرها السنوي لعام 2024 أنه ربما يشهد موجات من الحر أكثر تطرفًا، بجانب العديد من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.
موجات جفاف كبرى
وأشارت الأبحاث التي أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية، بحسب شبكة "abc نيوز أستراليا"، إلى أن حالات الجفاف المستقبلية في أستراليا قد تكون أسوأ بكثير من أي شيء شهدته في الآونة الأخيرة، وذلك حتى بدون الأخذ في الاعتبار التأثيرات البشرية، مؤكدين أنه بينما تحدث موجات الجفاف الكبرى بشكل طبيعي، فإن تغير المناخ سيجعلها أكثر شدة، واحتمال حدوث موجات جفاف كبرى يمكن أن تستمر لعدة عقود وربما تأتي كل 150 إلى 100 عام.
ويميل العلماء إلى أن تغير المناخ جعل فترات الجفاف أطول، خاصة في جنوب وغرب وشرق أستراليا، كما أنه يجعل حالات الجفاف أكثر شدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مستشهدين بالجفاف الأخير الذي حدث في جنوب شرق أستراليا، والمرتبط بحرائق الغابات في الصيف الأسود، الذي استمر ثلاث سنوات فقط، أما الجفاف المنتظر فيمكن أن يعادل أربعة أضعاف ذلك لمدة تصل إلى 20 أو حتى 30 عامًا.
موعد حدوثها
ومن الصعب على العلماء، بحسب الشبكة، التنبؤ بموعد حدوث الجفاف الكبير، الأمر الذي جعلهم يطالبون الأستراليين بالاستعداد لحدوث ذلك حتى في السنوات العشر المقبلة أو نحو ذلك، وبهدف مساعدة المزارعين استخدم فريق البحث 11 نموذجًا مختلفًا للنظر في كيفية تغير مناخ أستراليا على مدار أكثر من 1000 عام، للمساعدة في رسم صورة عن وقت حدوث موجات الجفاف الكبرى.
ويرى الباحثون أنه يمكن الحد من تأثير موجات الجفاف الكبرى من خلال الاستعداد بأشياء مثل استراتيجيات إدارة المياه، وشبكات دعم المجتمع، والدعم المالي للمزارعين، وخطط الإدارة البيئية، وبحسب الشبكة الأسترالية، فإن الشيء الوحيد المهم للحد فعليًا من المخاطر الفعلية لموجات الجفاف الكبرى وشدتها، هو تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بسرعة كبيرة.