تستعد أستراليا لزيارة متوقعة من وزير خارجية الصين في أواخر شهر مارس، لإجراء محادثات رفيعة المستوى، حيث تعتبر تلك الزيارة الأعلى سياسيًا بين البلدين منذ عام 2017، وذلك في إطار خطة الحكومة الأسترالية في مواصلة الحوار مع كبار قادة بكين على الرغم من تصاعد التوترات بين البلدين، على خلفية حكم الإعدام على الأكاديمي الأسترالي يانج هينج جون في الصين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، صدمت محكمة في بكين الحكومة الأسترالية، عندما حكمت عليه بالإعدام بتهمة التجسس، وهو الحكم الذي انتقدته أستراليا، ووصفه رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بأنه عار ومروّع، وتم استدعاء السفير الصيني لتقديم احتجاج دبلوماسي، وبحسب شبكة "إي بي سي" نيوز أستراليا، فقد أبدى مجلس الشيوخ غضبه من الحكم، الذي وصفوه بأنه أضر بسمعة الصين في أستراليا وقوض العلاقات الثنائية بين البلدين.
مواصلة الحوار
وعلى الرغم من الحكم، إلا أن الحكومة الفيدرالية عازمة على مواصلة الحوار مع الصين، حيث خططوا بجانب زيارة وزير الخارجية الصيني المرتقبة، إلى استضافة الحوار الخارجي والاستراتيجي السابع بين سيدني وبكين، في أواخر مارس الحالي، كما من المنتظر أن يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج بحسب الشبكة الأسترالية، بإجراء زيارة أخرى في وقت لاحق من هذا العام.
وتسعى الحكومة الأسترالية، لمنح المدان بجريمة التجسس إفراج مشروط أو الإفراج الطبي، حيث يعاني وفقًا للشبكة، من ظروف قاسية في مركز الاحتجاز، بما في ذلك الحرمان القسري من النوم، والأدوية غير المنتظمة والتقييد على الكرسي، والتي كما تقول أسرته تسببت في تدمير صحته، حيث تعد خطوة الإفراج بالنسبة لأستراليا، بمثابة خطوة تحسن بها بكين صورتها أمام العالم وتنمي العلاقات التجارية معها.
تعريفات النبيذ
واتهمت الصين أستراليا بممارسة تجارية تسمى الإغراق، وتصديرها للنبيذ بسعر أقل من سعره المعتاد في السوق المحلي بهدف زيادة حصتها والقضاء على المنافسة، حيث تعد الصين السوق الأولى لصادرات النبيذ الأسترالية، وذلك الأمر تسبب في قيام الصين بفرض تعريفة جمركية على النبيذ تصل لـ 218 %، وردت أستراليا بتقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بكين، بعد خسائر المصانع الفادحة.
ورجح الخبراء، أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الصيني، يمكن أن تتزامن مع قيام بكين بسحب التعريفات الجمركية المعوقة على النبيذ الأسترالي، متوقعين اتخاذ قرار بشأن التعريفات بحلول نهاية مارس.
قضايا مثيرة
ويرى الأكاديميون، أنه سيكون هناك الكثير من القضايا المثيرة للجدل على جدول أعمال وزراء الخارجية، بما في ذلك كل شيء بدءًا من حكم الإعدام مع وقف التنفيذ الصادر بحق يانج إلى جهود بكين لإقناع كانبيرا باتخاذ نهج أكثر تساهلاً تجاه الاستثمارات الصينية، لكن في الوقت نفسه، لا تزال هناك قيود هيكلية عميقة في العلاقات الثنائية، على الرغم من الوتيرة العالية للزيارات المتوقعة، بحسب الشبكة.
ويتطلع البلدان إلى ترتيب جدول أعمال، والسعي للحصول على تطمينات بشأن قضايا معينة، بالإضافة إلى تحديد المجالات التي يريدون الاختلاف فيها، كما من المنتظر أن يتم التفاوض بشأن التعاون المحتمل في مجالات مثل الطاقة النظيفة، وحتى قطاع المعادن الحيوي، ولكن كما يرى الخبراء، فإن تلك الأمور ستتم معايرتها بدقة كبيرة قبل اتخاذ أي قرارات بشأنها.