دبّ خلاف سياسي حاد في دولة الاحتلال الإسرائيلي حول توقيت ونطاق الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، وهو جدل بدأ، عندما اقترح الوزيران بيني جانتس وجادي آيزنكوت، مهاجمة إيران بعد شن هجوم الطائرات بدون طيار.
توقيت ونطاق الرد
وينقسم المستوى السياسي حول توقيت ونطاق الرد على الهجوم الإيراني، حيث عرض آيزنكوت وجانتس الهجوم حتى قبل وصول الطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران إلى إسرائيل، لكن تم رفضه، وفق "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والوزراء يوآف جالانت ورون ديرمر وأرييه درعي، وكذلك رئيس الأركان، اقتراح جانتس وآيزنكوت واعتُبر أنه أقل أهمية من جميع خيارات الرد التي تمت مناقشتها في الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني.
هجوم قبل الهجوم
وقال المسؤولون الذين حضروا المناقشات إنه "لم يكن هناك أي منطق في الهجوم قبل معرفة نتائج القصف الإيراني، إضافة إلى أنه كان هناك خوف من أنه لو كانت العملية الإيرانية ناجحة، فإن إسرائيل كانت ستكتفي بجزء صغير من الرد، وستترك بأقل قدر من الشرعية للرد؛ لأن المجتمع الدولي كان سيقول لقد قمتم بالرد بالفعل".
وقال مسؤولون كبار في إسرائيل إنه حتى قبل الهجوم، كان هناك اتفاق على أنه إذا أطلق الإيرانيون النار على الأراضي الإسرائيلية، فيجب علينا الرد على أراضيهم، وهذا الرد لم يحدث لأسباب عديدة، وفي النهاية اتفق الجميع على التأجيل.
فحص السيناريوهات
وعلى المستوى السياسي، يتم فحص عدد من سيناريوهات رد الفعل المحتملة، أثناء الحديث مع الأمريكيين، وقال مسؤول إسرائيلي "حاليًا نحن عازمون على الرد، والسؤال هو كيف يمكننا القيام بذلك بالطريقة الأكثر فعالية وبطريقة نواصل بها اكتساب الشرعية، وربما نحصل على شيء فيما يتعلق بالتطبيع والتحالف الدولي ضد إيران"، بحسب "يديعوت أحرنوت".
و ترى الصحيفة الإسرائيلية، أن تل أبيب لم تهاجم حتى الآن لأن الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل انتصرت في ضوء الاعتراض شبه الكامل للمسيرات والصواريخ الإيرانية، ويمكنها إنهاء الحدث، فيما أوضح الأمريكيون، كما قال مسؤول في البيت الأبيض الليلة الماضية، أنهم لن يدعموا الهجوم وبالتأكيد لن ينضموا إليه.
ثلاثة سيناريوهات
هناك حاليًا ثلاثة سيناريوهات في سلة الخيارات الإسرائيلية، وهي الرد في اليوم أو اليومين التاليين مع تحديد المكان والزمان، وتنفيذ رد مؤلم منخفض التأثير لمنع رد إيراني تلقائي على غرار الهجوم الأول، والثاني الامتثال للطلب الأمريكي، والثالث أنه سيكون هناك رد في نهاية المطاف، لكن نطاقه أو توقيته غير واضحين، بحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة الإسرائيلية.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على التفاصيل لشبكة "إن بي سي" إن الرئيس جو بايدن أعرب عن قلقه من أن نتنياهو "يحاول جر الولايات المتحدة بشكل أعمق إلى صراع أوسع نطاقًا"، بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أنه على الرغم من أن البيت الأبيض يعتقد أن الإسرائيليين لا يبحثون عن حرب أوسع نطاقًا، أو حرب مباشرة مع إيران، لكن ما زالت الولايات المتحدة غير متأكدة من الكيفية التي قد تتصرف بها إسرائيل.
تجنب حرب واسعة
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة على قناة فوكس نيوز، "إن القرار بشأن الرد يقع على عاتق إسرائيل، لكن الرئيس بايدن مصمم على تجنب حرب واسعة النطاق".
وقال بايدن نفسه الليلة الماضية إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في اعتراض معظم عمليات الإطلاق، جزئيًا من خلال الطائرات والمدمرات التي تم نقلها إلى الشرق الأوسط خلال الأسبوع.
لكن في محادثات مغلقة، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن إحباطهم إزاء قرار إسرائيل بضرب "حسن مهدوي"، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقالوا إن قادة إسرائيل لم يفكروا في توقيت الهجوم وعواقبه، "لا نعتقد أن إسرائيل كانت لديها استراتيجية"، فيما قال مسؤول كبير في الإدارة: "الإسرائيليون لا يتخذون دائمًا أفضل القرارات الاستراتيجية".
كما أعربت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن إحباطها من توقيت الهجوم في دمشق، لأنه كان من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد كارثي، ووصف مسؤول في البنتاجون أسلوب إسرائيل في العمليات العسكرية بأنه "قصر من الجنون".