الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معركة الرد على إيران.. هل ترضخ إسرائيل للضغوط الأمريكية؟

  • مشاركة :
post-title
الحكومة الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

منذ بدء الهجوم الإيراني على إسرائيل بالمسيّرات الانتحارية والصواريخ، نشبت في القيادة الإسرائيلية معركة تأرجحت فيها التصريحات الرسمية بين سرعة الرد أو التمهل والإذعان إلى الضغوط الأمريكية التي تفضل إلغاء أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران.

معركة داخل الحكومة

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك معركة داخل الحكومة الإسرائيلية، بين خطين؛ الأول معتدل بقيادة رئيسي معسكر الدولة الوزيرين "بيني جانتس" و"جادي آيزنكوت"، وخط عدواني بقيادة رئيس الصهيونية الدينية "بتسلئيل سموتريتش" ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير رئيس حزب "القوة اليهودية".

ورأت الصحيفة العبرية، أنه من الأفضل لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يحيط نفسه بمجلس إدارة الحرب؛ لأن الضغط عليه هناك أضعف مما هو عليه في الحكومة الموسعة، مشيرة إلى أنه قد يرغب في الرد، لكن عليه أن يواجه ضغوطًا شديدة من الأمريكيين.

جانتس

وقبل انعقاد مجلس إدارة الحرب، قال الوزير جانتس: "أمس، شنت إيران هجومًا على إسرائيل وقابلت هجومها قوة النظام الأمني ​​الإسرائيلي، فإيران مشكلة عالمية، وتحد إقليمي وخطر على إسرائيل، وقد وقف العالم جنبًا إلى جنب بشكل واضح مع إسرائيل، العالم ضد إيران هذه هي النتيجة، وهذا إنجاز استراتيجي، يجب علينا تعزيزه من أجل أمن إسرائيل".

بيني جانتس - الوزير في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي

وقال جانتس أيضًا: "هذا الحدث لم ينته بعد، بل يجب الآن تعزيز التحالف الاستراتيجي ونظام التعاون الإقليمي الذي بنيناه وصمد أمام اختباره المهم في مواجهة التهديد الإيراني، سنبني تحالفًا إقليميًا وسنحصل على الثمن من إيران بالطريقة وفي الوقت الذي نراه مناسبًا، والأهم من ذلك في مواجهة رغبة أعدائنا في إيذائنا".

إيتمار بن جفير

وقال الوزير الإسرائيلي "إيتمار بن جفير" قبل اجتماع مجلس الوزراء الحربي: "إنه لا ينبغي احتواء الهجوم الإيراني، ويجب ألا يكون الرد الإسرائيلي فزاعة على غرار تفجيرات الكثبان الرملية التي شهدناها في السنوات السابقة في غزة"، وفق "جلوبس" العبري.

وأضاف الوزير الإسرائيلي "بتسلئيل سموتريتش": "إن عيون الشرق الأوسط بأكمله والعالم كله موجهة نحو دولة إسرائيل، إذا تردد صدى ردنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط للأجيال القادمة فسننتصر، وإذا ترددنا، فسنضع أمننا وأطفالنا في خطر وجودي داهم، فإن مصيرنا بين أيدينا، وهذا هو الوقت المناسب لقيادة قادرة على استعادة الردع ولديها الشجاعة لاستعادة الأمن لمواطني إسرائيل، ليس بالشعارات، بل بالأفعال".

تجنب التصعيد

وقال مسؤولون أمريكيون، "إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وموظفيه يأملون في تجنب تصعيد آخر سيؤدي إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، ويؤكدون لإسرائيل أن دفاعها الليلة يعد انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا، قد لا يتطلب جولة أخرى من الرد"، وفق صحيفة "التايمز" الأمريكية.

وأطلق الإيرانيون أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ كروز، لكن تم اعتراض 99% من عمليات الإطلاق، جميعها تقريبًا خارج حدود إسرائيل، وأصيبت فتاة بجروح خطيرة للغاية جراء سقوط صاروخ اعتراضي على منزلها، حيث كانت الشخص الوحيد الذي أصيب في الهجوم الإيراني، وفق "يديعوت أحرونوت".

واعتبرت الصحيفة العبرية أن التحدي هو التفكير في رد على الأراضي الإيرانية لا يؤدي بالضرورة إلى التصعيد وجولة من الضربات، بل يخلق الردع ويحرم إيران من القدرات، وأن من بين الخيارات المطروحة على الطاولة خيار مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري

إهدار أموال إيران

وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، وهي قناة معارضة للنظام في إيران تُبثُ من لندن، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل دانيال هاجاري: "إنه لا ينوي الحديث عن نوع الرد المقرر، وأن إسرائيل تتصرف وفقًا لمصالحها".

وأضاف "هاجاري"، أن "الحكومة الإسرائيلية ترى أن حسابات النظام في طهران منفصلة تمامًا عن الشعب الإيراني، الذي يرى أن هناك عدوًا مشتركًا مع إسرائيل وهو النظام الإيراني، ونحن على استعداد تام، وندرس الوضع وسنفعل كل ما هو ضروري لحماية إسرائيل".

وتابع أن النظام الإيراني أهدر الأموال الليلة الماضية على أكثر من 300 صاروخ وصاروخ مضاد للطائرات، التي يمكن أن يتم صرفها على الشعب وعلى البنية التحتية ورفاهية الشعب الإيراني لكنهم تخلصوا من أموالهم دون أن يحصلوا على شيء".