الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كشفتها الأقمار الصناعية.. الاحتلال دمر آلاف المباني من أجل إنشاء المنطقة العازلة

  • مشاركة :
post-title
المنطقة العازلة على طول الحدود مع القطاع

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تدمير قطاع غزة دون رقيب أو محاسبة، فبعد تدمير الحياة بشكل شبه كامل في الشمال، وأجزاء كبيرة من الجنوب، وعزمهم على مداهمة مدينة رفح الفلسطينية، آخر معاقل اللاجئين، شرع الاحتلال في الاستيلاء على مساحة كبيرة من القطاع بطول الحدود مع مستوطنات الغلاف، حيث قام بالتخلص من آلاف المباني، بهدف إنشاء منطقة عازلة، الأمر الذي اعتبرته الأمم المتحدة جريمة حرب.

كان آخر تقييم شامل للأمم المتحدة، كشف عن دمار هائل في القطاع، بعد ما كشف موقع يونوسات عن وجود 31.198 مبنى مدمرًا، و16.908 مبنى متضررًا بشدة و40.762 مبنى متضررًا بشكل متوسط، ليصبح المجموع 88868 مبنى مدمر، ويمثل ذلك نحو 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة، وما يقدر بنحو 121.400 وحدة سكنية متضررة.

الاستيلاء وتدمير

وفي تقريرها الجديد، كشف التحليل الإحصائي للأمم المتحدة، أن الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنشاء منطقة عازلة جديدة على طول الحدود مع قطاع غزة، استولى على ما يقرب من كيلو متر من أراضي القطاع، وبحسب "الجارديان" البريطانية، فقد دمّر الاحتلال أكثر من 3000 مبنى من أجل القيام بذلك.

ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي حتى الآن قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 33 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بينما نزح قرابة 80% من السكان البالغ عددهم مليونين ونصف المليون فلسطيني، في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، في حين أصيب أكثر من 73 ألفًا آخرين.

الجيش الاسرائيلي دمر مئات المباني
زيادة سريعة

وأظهر التحليل الإحصائي المستمد من خرائط الأقمار الصناعية، الزيادة السريعة في المباني المتضررة والمدمرة داخل المنطقة العازلة، التي تطورت من 15% إلى 90% بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024، ومن إجمالي 4042 مبنى داخل المنطقة، تبين أن 3033 مبنى تم تدميره بالكامل، بينما تضرر 593 مبنى بصورة كبيرة، في حين لم يتضرر ما يقرب من 416 مبنى فقط.

وقدّر البنك الدولي في تقريره الحديث تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة بنحو 18.5 مليار دولار، وهو ما يعادل 97% من الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية وغزة مجتمعين في عام 2022، وقد ترك ما يقدر بنحو 26 مليون طن من الحطام والركام في أعقاب الدمار، وهي كمية من المقدر أن تستغرق سنوات لإزالتها.

جريمة حرب

وأكدت صحيفة "هآرتس"، صحة تقرير الأمم المتحدة الجديد عن المنطقة العازلة، ونقلت عن خبراء في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، أن المنطقة العازلة التي يقوم الاحتلال بإنشائها لتأمين غلاف غزة، قد تمتد في بعض الأماكن إلى 1200 متر، وهو المشروع الذي اعتبره فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في وقت سابق بأنه جريمة حرب محتملة.

يذكر أن تقرير البنك الدولي كشف أن تأثير الدمار الهائل في القطاع امتد إلى شبكات الطاقة وكذلك أنظمة توليد الطاقة الشمسية، مشيرين إلى أنه مع تدمير و إتلاف 92% من الطرق الرئيسية والتدهور الشديد في البنية التحتية للاتصالات، أصبح إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية للناس صعبًا للغاية.