يتزايد الرفض الدولي لمخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي، البقاء في غزة، ونهب أراضي القطاع بذريعة إقامة "منطقة عازلة" هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستعترض على أي منطقة عازلة مقترحة إذا كانت داخل قطاع غزة، إذ إن ذلك يخالف موقف واشنطن المتمثل في أن مساحة القطاع الفلسطيني يجب ألا تتقلص بعد الصراع الحالي.
وذكر "ميلر" في إفادة صحفية يومية أن رؤية واشنطن لمستقبل غزة تقوم على معارضة أي تقليص لمساحة القطاع المكتظ بالسكان. وقال للصحفيين "لذا، إذا كانت أي منطقة عازلة مقترحة داخل غزة، فسيكون ذلك انتهاكًا لذلك المبدأ وشيئا نعارضه. إذا كانت تتعلق بشيء ما داخل الأراضي الإسرائيلية، فلن أعلق على ذلك، فذلك قرار الإسرائيليين".
وأضاف ميلر أنه يجب أن يكون ثمة فترة انتقالية بعد نهاية العمليات القتالية الرئيسية لتجنب "فراغ أمني"، لكن ذلك يجب أن يكون مؤقتًا، إلا أنه لم يتمكن من وصف حدود تلك الفترة الزمنية.
وأمس الأربعاء، نقلت تقارير عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، إن تركيا ترفض خططًا لإقامة منطقة عازلة في غزة بعد انتهاء القتال في القطاع، مضيفًا أن مثل هذه الخطة "لا تحترم" الفلسطينيين.
وكانت وكالة "رويترز" أفادت الأسبوع الماضي، بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة ودول إقليمية بأنها تعتزم إقامة منطقة عازلة على حدود غزة الجنوبية بعد انتهاء الحرب؛ لمنع خروج هجمات من القطاع باتجاه الإسرائيليين.
وقال مسؤول أمريكي، إن إسرائيل "طرحت" فكرة المنطقة العازلة، وأكد معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.
ونقلت "رويترز" عن أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية، ردا على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة، إن "الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي للقضاء على حماس".
وفي معرض توضيحه لموقف حكومة الاحتلال، قال إن المستويات الثلاثة تشمل "تدمير حماس" و"نزع سلاح غزة" و"القضاء على التطرف" في القطاع. وأضاف: "المنطقة العازلة قد تكون جزءًا من عملية نزع السلاح".
وأكد مارك ريجيف وهو مستشار كبير لنتنياهو، عزم الاحتلال تنفيذ مخطط المناطق العازلة الأمنية في غزة بعد الحرب، وقال: "لن يكون هناك وضع تكون فيه حماس على الحدود مباشرة".
ونقلت" رويترز" عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، مؤخرًا، أن فكرة المنطقة العازلة "تجري دراستها"، مضيفًا "ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها، وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار داخل غزة".
ومن الناحية العسكرية والأمنية، لن يكون لإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة أي تأثير إيجابي على الوضع الأمني في المستوطنات حول القطاع، وفقا لخبراء.
ويشير الخبراء إلى أن المستوطنات في غلاف غزة قريبة جدًا ولا تبعد سوى كيلومترات قليلة وبالتالي بإمكان الصواريخ أن تصل إليها بسهولة، بل وتصل حتى لتل أبيب.
كما أن فكرة المنطقة العازلة مرفوضة من كل الأطراف العربية والإقليمية والدولية، إذ حذرت مصر والأردن من تهجير الفلسطينيين من غزة، على غرار ما حدث في "النكبة" عام 1948.