جدد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، معارضة الولايات المتحدة لمخطط "المنطقة العازلة"، الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ومن شأنه نهب أراضي القطاع.
وقال "بلينكن" إن الولايات المتحدة لن تدعم إسرائيل في إنشاء ما يُسمى بـ"المناطق العازلة" بشكل دائم في غزة، التي من شأنها أن تقلل بشكل فعّال حجم الأراضي الفلسطينية.
وأضاف في مؤتمر صحفي بنيجيريا: "عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة، فقد كنا واضحين، وما زلنا واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها".
وأوضح أن "الولايات المتحدة ترفض أي تغيير دائم للوضع الجغرافي لقطاع غزة"، مؤكدًا ضرورة السماح لسكان غزة الذين فروا من منازلهم بالعودة، وأن يكون الفلسطينيون قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم.
وجاءت تصريحات "بلينكن" - في حين ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين - إن جيش الاحتلال يريد هدم مبان في أطراف قطاع غزة لإنشاء منطقة عازلة.
وأوضحت الصحيفة، أن جيش الاحتلال يريد إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومتر واحد على طول حدود غزة، وكشفت أن جيش الاحتلال كان يحاول هدم جزء من ضاحية فلسطينية، في إطار مساعيه لإنشاء "منطقة عازلة" بين قطاع غزة والمستوطنات، حينما لقى 21 جنديًا مصرعهم في انفجار، أول أمس الإثنين.
ونقلت الصحيفة تلك المعلومات عن 3 مسؤولين إسرائيليين وضابط مشارك في عمليات الهدم وسط غزة.
وأوضح المسؤولون، أن إسرائيل تهدف إلى هدم العديد من المباني الفلسطينية القريبة من الحدود من أجل إنشاء "منطقة أمنية".
وبيّن اثنان من المسؤولين أن الهدف "إنشاء منطقة عازلة تصل إلى 0.6 ميل على طول الحدود مع غزة، والبالغة نحو 36 ميلًا".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول أمس الإثنين، مقتل 21 من جنوده في وسط قطاع غزة، إثر انفجار قذيفة "آر بي جي" استهدفت دبابة كانت تحمي قوات إسرائيلية داخل مبنيين كان قد تم تفخيخهما، بهدف هدمهما باعتبارهما "بنى تحتية إرهابية"، وتسبب الانفجار في مقتل الجنود داخل المبنيين وبجوارهما.
ويبرر جيش الاحتلال سعيه إلى إنشاء "المنطقة العازلة" في غزة، بذريعة تفادي تكرار عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل في مستوطنات حول القطاع، 7 أكتوبر الماضي.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن جيش الاحتلال، إن قواته "تحدد وتدمر البنى التحتية الإرهابية - على حد زعمه - بجانب أشياء أخرى داخل المباني"، قائلًا إن تلك الخطوات "ضرورية" لتنفيذ خطة دفاعية لحماية جنوب المستوطنات.
وأعلن جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، المضي قدمًا في العدوان على غزة، غداة مقتل 24 جنديًا من قواته داخل القطاع، خلال 24 ساعة في أكبر حصيلة يومية منذ بدء العمليات العسكرية البرية.
وطالما تحدث مسؤولو الاحتلال عن فكرة المنطقة العازلة، وهي التصريحات التي عارضتها وزارة الخارجية الأمريكية بشكل علني، ديسمبر الماضي، لأنها ستتسبب في تقليص حجم قطاع غزة، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية.
وكان بالاكريشنان راجاغوبال، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق، قال إن "التدمير المنهجي للمنازل الفلسطينية الحدودية، يمكن أن يشكل جريمة حرب، لأنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا على المستوطنات".
وأوضح "راجاغوبال" في تصريحات لنيويورك تايمز، أنه "لا يوجد أي بند في اتفاقيات جنيف بشأن ما تفعله إسرائيل على الحدود، وهو نوع من التدمير الاستباقي للممتلكات".
وأضاف: "يمكن لإسرائيل اتخاذ إجراءات تتعلق بكل عقار على حدة، لكن ليس على نطاق واسع على طول الحدود بأكملها. إن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة بعدم التورط فيما يُسمى التدمير العشوائي للممتلكات".
ويرفض بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الرؤية الأمريكية في غزة بعد انتهاء العدوان، فيما يتعلق بتولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، وعودة النازحين إلى مناطقهم التي تم تهجيرهم منها، وإقامة الدولة الفلسطينية في إطار "حل الدولتين"، الذي يحظى بإجماع دولي متزايد.