تزامنًا مع العدوان المدمر المتواصل على غزة، منذ السابع من أكتوبر، يعمل جيش الاحتلال على إقامة منطقة عازلة في القطاع، بتجريف الأراضي الزراعية وهدم منازل ومدارس الفلسطينيين في المنطقة، وفق ما كشفته صحيفة" وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ويبرر مسؤولو الاحتلال إقامة المنطقة العازلة في شمال غزة، لفصل القطاع عن المستوطنات، ويصورون هذا المخطط على أنه إجراء أمني حاسم لتجريد غزة من السلاح، وطمأنة سكان المستوطنات بأنهم يستطيعون العودة بأمان إليها، بعدما تم إخلاؤها على خلفية هجوم الفصائل المباغت في 7 أكتوبر.
وتقضي الخطط، التي رسمها مسؤولو الاحتلال منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، بترك "منطقة عازلة" يزيد عرضها على نصف ميل، إذ ستتمكن قوات الاحتلال من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود، على حد زعمهم.
وفى الواقع، يخطط الاحتلال للاستيلاء على جزء كبير من الأراضي في قطاع غزة، الصغير بالفعل، وهو أمر حذر منه الخبراء، وفق وكالة "فرانس برس".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير سابق لها، أن جيش الاحتلال يعمل على إنشاء منطقة عازلة داخل غزة، ويهدم المباني في القطاع القريبة من المستوطنات، على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة من أي تقليص طويل المدى لأراضي القطاع.
وانتشرت منذ أشهر مقاطع فيديو تظهر قوات الاحتلال تقوم بعمليات هدم مسيطر عليها للمباني في غزة، بعضها بالقرب من الحدود.
وأبلغ الاحتلال الولايات المتحدة أن المنطقة العازلة، التي يتم بناؤها داخل غزة "ليست سوى مكان أمني مؤقت" للقضاء على مواقع إطلاق النار التابعة لحماس بالقرب من الحدود، وفقًا لمسؤول أمريكي تحدث لـ"واشنطن بوست" الأمريكية.
وإذا تم تحقيق المنطقة العازلة بالكامل، فإنها ستقلل مساحة قطاع غزة الذي يبلغ طوله 25 ميلًا بنسبة 16%، وفقًا لعدي بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية الذي يحلل الخطوات الأمنية الإسرائيلية.
وتعارض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخطة وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن يهدد السلامة الإقليمية لقطاع غزة.
وانسحب جيش الاحتلال والمستوطنون عام 2005 من غزة، لكنه احتفظ بسيطرة شبه كاملة على حدود القطاع الساحلي، وأبقى على منطقة محظورة ضيقة ذات عرض متفاوت على طول الحدود بينها وبين غزة.
وعلى الجانب الفلسطيني، اقتصرت المنطقة التي تقع خلفها مباشرة على الأراضي الزراعية، التي يقوم الاحتلال بتجريفها لصالح إقامة المنطقة العازلة المزعومة.
وخلف العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على غزة، منذ 7 أكتوبر، دمارًا واسعًا في القطاع المحاصر، إذ سُويت أحياءٌ بالأرض، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، واستشهاد 31490 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 73439 آخرين، وفق أحدث إحصائيات أعلنتها السلطات الصحية في غزة، أمس الجمعة.