لا تزال حادثة مقتل المواطن الإسرائيلي العربي المسلم "ياكوف توهي"، الموظف في السفارة الأمريكية على يد ضابط شرطة مسيحي عربي؛ بسبب أولوية الحصول على موقف للسيارة، تثير غضبًا كبيرًا في مدينة يافا بين العرب المسلمين والمسيحيين بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
تصاعد التوترات
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن تصاعد التوترات بين العرب المسلمين والمسيحيين في يافا، زاد بعد أن رفضت الشرطة الإسرائيلية طلبًا لإبعاد عائلة الضابط مطلق النار عن المدينة، حسبما ذكر بعض السكان قائلين: "غضبنا المكبوت قد ينفجر".
وبدت شوارع المدينة هذا الأحد، فارغة، لكن في أي لحظة يبدو أن الغضب يمكن أن يندلع، وقال رجل دين من الطائفة المسيحية في يافا: "الوضع حساس للغاية، إذا أطلق سراح مطلق النار ستحترق يافا، وسيتأكد السكان أن هناك تسترًا"، في إشارة إلى ضابط الشرطة الذي ينسب إليه شبهة القتل.
أعمال شغب
وبعد تشييع جنازة "توهي"، اندلعت أعمال شغب شملت حرق صناديق القمامة وممتلكات مثل الدراجات، وفي شارع قريب من منزل عائلة الشرطي، قام شباب بإلقاء صناديق القمامة ورمي المخلفات باتجاه الطريق، وأغلقت الشرطة بشكل استباقي أحد الطرق الرئيسية أمام حركة المرور.
وحضر ضباط من الوحدة التي يخدم فيها المشتبه به في جريمة القتل إلى جلسة المحكمة لدعمه، وقال محامياه، خلال الجلسة إن "هذا حادث معقد، لم يكن الشرطي هو البادئ به، لكنه اضطر إلى الخروج من سيارته لحماية عائلته، وموكلنا متعاون ويوضح ما حدث، وزود الشرطة بفيلم يشرح الحادثة".
قوات متخصصة
وقررت الشرطة الإسرائيلية تعزيز يافا بقوات مُتخصصة وتركها للاستعداد لأي سيناريو، وبحسب مصادر الشرطة، فإن "بعض القادة المحليين في المدينة ساعدوا في تهدئة الأجواء فيما حاول آخرون إثارة التوتر، وبدأ الكبار بطرد كل الشباب المثيرين للمشاكل".
وكان أحد المطالب التي طرحت خلال مظاهرة احتجاجية على حادث القتل، هو "إخراج عائلة القاتل من يافا"، لكن ليس من الواضح كيف ستتصرف عائلة الشرطي، لكن الشرطة أكدت أنها لن تسمح بإيذاء أقاربه، وقالت "لن نقبل أي طلب من هذا القبيل"، وفق "يديعوت أحرنوت".
حالة مهدي سعدي
وقال عدد غير قليل من سكان يافا "إن وفاة توهي ذكّرتهم بحالة مهدي سعدي (20 عامًا)، الذي قُتل أيضًا برصاص شرطي عام 2017 أثناء مطاردة، وفتحت دائرة الشرطة تحقيقًا، لكن في النهاية تقرر عدم ملاحقة الشرطي الذي أطلق النار على شاب أعزل حتى الموت"، وفق الصحيفة العبرية.
وقال عربي مسلم معروف في المدينة شغل عدة مناصب رئيسية: "منذ مقتل السعدي، فهم سكان يافا أن دماء العربي أقل قيمة، وقد ينفجر تبعًا لذلك الغضب المتراكم لدى الأهالي، وبعد ذلك سنرى ما حدث حينها بعد وفاة السعدي".