هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر وبطريقة غير مسبوقة، ما جعل العديد من المسؤولين الإسرائيليين يطالبون بالرد على الهجوم الإيراني، لكن مع ما وصفته بعض وسائل الإعلام العبري بأنه "أضرار صغيرة سبّبها الهجوم" فقد يتقرر إلغاء الرد الإسرائيلي.
نجاح تاريخي
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه "ليس من المتوقع الرد في الوقت الحالي، بسبب النجاح التاريخي للدفاع الجوي الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن بعض أعضاء مجلس وزراء الحرب اقترحوا إلغاء هجوم مضاد محتمل من جانب إسرائيل على إيران.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، فجر اليوم، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأوضح الأول للأخير "أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل مصنوع من الحديد، لكنها لن تشارك في هجوم ضد إيران. وقال بايدن لنتنياهو: "اكتفوا بالنصر ولا تردوا على إيران"، وفق "يديعوت أحرونوت".
سبب إلغاء الهجوم
وذكر مسؤولان إسرائيليان أن "سبب إلغاء هجوم مضاد محتمل من جانب إسرائيل على إيران هو الأضرار الصغيرة نسبيًا التي سبّبها الهجوم الإيراني"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ووفق "واي نت" العبري، فإنه بحسب التقديرات من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة حركية في إيران نفسها، بل ستكون هناك تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن نُسبت إلى إسرائيل في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع السري في البرنامج النووي وتكثيفه في دول المنطقة.
وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن "عملية الوعد الصادق كانت خطوة رادعة في ظل فشل مجلس الأمن بإدانة هجوم دمشق، وأن إسرائيل إذا أرادت مواصلة عملياتها فستتلقى ردًا أقوى عشرات المرات".
وأضاف مجلس الأمن القومي الإيراني: "استهدفنا مواقع عسكرية إسرائيلية في الهجوم ولا توجد عمليات أخرى على أجندتنا، وأنه تم اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات العقابية وتجنبنا استهداف منشآت اقتصادية وبنى تحتية".
ضغوط أمريكية
واجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على خلفية الضغوط الأمريكية على إسرائيل لعدم مهاجمة إيران، ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أن الرد الإسرائيلي لن يأتي على الفور.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل عازمة على الرد لكن لم يتقرر بعد نطاقه وتوقيته، فيما أكدت اجتماع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي انتهى دون اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري: "إن 99٪ من أصل 300 قذيفة أو نحو ذلك أطلقتها إيران على إسرائيل خلال الليل اعترضتها الدفاعات الجوية، وأن هذا إنجاز استراتيجي مهم للغاية"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
تفوق جوي
وأضاف "هاجاري": "لقد قوبل التهديد الإيراني بالتفوق الجوي والتكنولوجي لجيش الدفاع، إلى جانب تحالف قتالي قوي، اعترض معًا الغالبية العظمى من التهديدات".
وأطلقت إيران 170 طائرة مسيّرة على إسرائيل، ولم تدخل واحدة منها المجال الجوي الإسرائيلي، وقد تم إسقاطها جميعًا خارج حدود البلاد على يد إسرائيل وحلفائها، إضافة إلى إطلاق 30 صاروخ كروز آخر، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي 25 منها"، بحسب "هاجاري".
أضرار طفيفة
وأضاف "هاجاري"، "أن إيران أطلقت 120 صاروخًا بالستيًا على إسرائيل، وتم إسقاط العديد منها بواسطة نظام الدفاع الجوي بعيد المدى، لكن بعض الصواريخ تمكنت من تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، وضربت قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل، ولحقت أضرار طفيفة بالبنية التحتية، لكن القاعدة الجوية كانت تعمل كالمعتاد".
وأردف قائلًا: "ظنت إيران أنها ستكون قادرة على شل القاعدة وبالتالي الإضرار بقدراتنا الجوية، لكنها فشلت، وتستمر طائرات سلاح الجو في الإقلاع والهبوط من القاعدة والمغادرة للقيام بمهام هجومية ودفاعية، بما في ذلك طائرات أدير (F-35) التي تعود الآن من مهمة دفاعية للقاعدة وقريبًا سترونها تهبط".