الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

متحديا الاتحاد الأوروبي.. شولتس يصر على زيارة الصين للمرة الثانية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني والمستشار الألماني

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين وألمانيا، يستعد المستشار الألماني أولاف شولتس، لزيارة الصين، غدًا الأحد، رغم الضغوط الغربية ومعارضة العديد من دول الاتحاد الأوروبي لهذه الزيارة.

أجندة شولتس

خلال زيارته سيجري شولتس محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء لي تشانج، إذ سيتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة، ومن المتوقع أن يتم التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها شولتس، الصين منذ توليه منصبه، ديسمبر 2021. ومن المتوقع أن يزور ثلاث مدن هي تشنجدو وشانجهاي وبكين. وتعتبر الصين وجهة مهمة للاستثمارات الألمانية، إذ يستثمر العديد من الشركات الألمانية في مختلف القطاعات من السيارات إلى الصناعات الكيميائية والتكنولوجيا.

فرصة لتعزيز الاستثمارات

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها المستشار الألماني الصين، منذ توليه منصبه ديسمبر 2021، وذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجمينه رينه" الألمانية، أن العديد من الشركات تستثمر في تشونجتشينج، من بينها بوش وباسف وكونتيننتال.

وقال ماكسيميليان بوتيك، المدير التنفيذي لغرفة التجارة الألمانية في منطقة شرق الصين ووسطها، لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إنه يتطلع إلى أن تكون زيارة المستشار الألماني إلى الصين فرصة لبناء "أسس تعاون وتبادل قوية" بين البلدين.

وأضاف أنه على الرغم من تباطؤ نمو السوق الصينية في السنوات الأخيرة، إلا إن معظم الشركات الألمانية لا تزال متفائلة.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية، أن مجموعة "فولكسفاجن" الألمانية أعلنت أنها تخطط لاستثمار 25 مليار يورو في الصين لتوسيع قاعدة إنتاجها ومركز الابتكار في مدينة هيفي بمقاطعة آنهوي.

ومن جانبها، أعربت الصين عن رغبتها في العمل مع ألمانيا لاغتنام هذه الزيارة كفرصة لتعزيز تنمية العلاقات الصينية الألمانية بشكل أكبر وتقديم مساهمات أكبر بشكل مشترك للسلام والرخاء العالميين.

ضغوط أوروبية

ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن زيارة شولتس تأتي أيضًا في وقت يخطط فيه الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية، كما أثارت قضية "القدرة الزائدة للصين" مناقشات في أوروبا.

وقالت وكالة "فرانس برس"، إن "باريس غير راضية عن أن برلين تتخفى في البراجماتية ولا تسعى إلا إلى تحقيق مصالح فورية على حساب الإضرار بالمصالح العامة لأوروبا".

وذكر التقرير أيضًا أنه عندما كان الاتحاد الأوروبي يفكر في رفع الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الصينية، دعا رئيس شركة مرسيدس بنز الألمانية إلى خفض الرسوم الجمركية، قائلًا إن "اقتصاد السوق يجب أن يسمح للمنافسة بلعب دورها".

وفي يونيو الماضي، كشفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن استراتيجية للأمن الاقتصادي تهدف إلى تحديد خطوط حمراء للتعاون التكنولوجي مع الصين، وبعد بضعة أشهر، أطلقت اللجنة تحقيقًا عالي المخاطر في واردات السيارات الكهربائية من الصين. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت تحقيقات في الدعم المرتبط بتوربينات الرياح، والألواح الشمسية، والقطارات، واتهمت الشركات الصينية باكتساب ميزة غير عادلة في السوق الأوروبية بفضل الدعم الحكومي السخي الذي تتلقاه في الداخل، حسبما ذكرت "بوليتيكو".

وعلى الرغم من الضغوط الأوروبية التي تتعرض لها ألمانيا إلا إن تشاو جونجي، الباحث في معهد الدراسات الأوروبية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، قال في تصريحات لصحيفة "جلوبال تايمز"، إن زيارة شولتس للصين وسط دعوات إلى "الحد من المخاطر" في أوروبا، لها أهمية سياسية مهمة وواقعية، إذ إنها توضح أنه بغض النظر عن كيفية تناوب الأحزاب السياسية، فإن الحكومة الألمانية ستشرع في النهاية باتباع مسار دبلوماسي عملي ومتوازن.