الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رائحة الموت تفوح من مبانيها المحطمة.. الفلسطينيون يعودون لـ"خان يونس"

  • مشاركة :
post-title
مدينة خان يونس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بعد انسحاب محدود لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير متوقع من جنوب غزة، بدأ الفلسطينيون يعودون إلى مدينة خان يونس المدمرة بعد عدوان إسرائيلي استمر نحو ستة أشهر، ليعودوا لرؤية الدمار الواسع لكن برائحة الموت.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، انسحبت الفرقة 98 الإسرائيلية من جنوب غزة، في اليوم الذي يصادف الذكرى النصف سنوية للحرب، ما أثار حيرة العديد من المعلقين الإسرائيليين، الذين واجهوا صعوبة في تفسير الأسباب الرسمية للخطوة غير المعلنة مسبقًا، التي ظن البعض أنها تمثل نهاية القتال عالي الشدة في غزة.

خان يونس غير صالحة

وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن القوات الإسرائيلية رحلت تاركة فقط فرقتين داخل قطاع غزة مكلفتين بالحفاظ على الفصل بين نصفيه الشمالي والجنوبي.

وعلى الرغم من إصرار كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين على أن الانسحاب لا يمثل نهاية الصراع أو تأجيل الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية، ما يؤكده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الاتفاق على موعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح الفلسطينية، إلا أنه جاء جنبًا إلى جنب مع رسائل متضاربة عن التقدم في محادثات وقف إطلاق النار الجارية في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصف البعض للتقدم بـ"الكبير".

وأظهرت لقطات فيديو من وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في خان يونس بعض الأشخاص يعودون إلى منظر مليء بمبانٍ متعددة الطوابق لكن محطمة ويتسلقون الأنقاض، كذلك منظر المستشفى الرئيسي في جنوب غزة، مستشفى ناصر، في حالة خراب.

وفي تعليقاتهم بعد عودتهم إلى منازلهم، قال أحد سكان مدينة خان يونس: "أصبحت العديد من المناطق، وخاصة مركز المدينة، غير صالحة للحياة. وجدت أن منزلي ومنازل جيراني تحولت إلى أنقاض".

وأضاف آخر: "لا يمكن للحيوانات العيش هنا، فكيف يفترض بالإنسان أن يعيش؟"

وخلال مقابلة مع الصحيفة البريطانية، ذكرت إحدى فتيات المدينة: "لا يوجد شعور بالحياة هناك.. لم يتركوا شيئًا هناك".

انقسام في الداخل الإسرائيلي

فيما قال جيش الاحتلال، إن انسحاب قواته من جنوب غزة كان مجرد إعادة تجميع صفوفه بينما يستعد الجيش للانتقال إلى معقل حماس الأخير (رفح الفلسطينية)، فقد قوبل هذا الادعاء ببعض التشكك من قِبل المعلقين الإسرائيليين، الذين لم يروا أدلة تذكر على الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على رفح، أو لإجلاء 1.4 مليون فلسطيني في المدينة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أنه تم الاتفاق على موعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة، موضحًا أن الانتصار على حركة حماس يتطلب دخول رفح الفلسطينية والقضاء على كتائب الإرهاب هناك.

وأبلغت إسرائيل إدارة بايدن -التي تعارض الهجوم على المدينة- بأنها تخطط لنقل أولئك الذين يحتمون في رفح إلى مدن خيام تابعة، لكن يبدو أنه لا توجد استعدادات لهذه الخطوة.

وبدلاً من ذلك، يزعم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه راضٍ بمواصلة الحرب بكثافة ووتيرة أقل بكثير لإطالة أمد الصراع وبقائه السياسي.

وفي تبريره لهذه الخطوة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، إن "الحرب في غزة مستمرة، ونحن بعيدون عن التوقف. ولا يزال كبار مسؤولي حماس مختبئين. سوف نصل إليهم عاجلًا أم آجلًا. نحن نحرز تقدمًا، ونواصل قتل المزيد من الإرهابيين والقادة وتدمير المزيد من البنى التحتية الإرهابية، بما في ذلك الليلة الماضية".

وحذّر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن جفير، من أنه "إذا قرر نتنياهو إنهاء الحرب دون هجوم موسع في رفح، فلن يكون لديه التفويض للعمل كرئيس للوزراء". وقد ردد هذا الرأي زميله بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى اجتماع فوري لمجلس الوزراء الأمني ​​لمناقشة التقدم المحرز في الحرب "بالنظر إلى الوضع المحدد المتمثل في انسحاب القوات من قطاع غزة وانخفاض حدة الحرب بشكل عام، مع تأخير الدخول إلى رفح لأسابيع".

وفي مقال له في صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، قال يونا جيريمي بوب، كبير المراسلين العسكريين: "حاول بعض المسؤولين السياسيين والدفاعيين تقديم اعتذارات عن الكيفية التي تم بها التلميح إلى أن هذا الأمر، أو اتساقه مع استراتيجية إسرائيل حتى الآن - لكنه ببساطة لم يكن كذلك"، واصفًا ذلك بأنه "اعتراف بالفشل" في سياستها لمحاولة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن من خلال الوجود الكبير للقوات الإسرائيلية في الجنوب.

وحتى صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي كانت لسنوات الناطقة بلسان نتنياهو، وجدت صعوبة في تصديق التفسير الرسمي الذي يشير إلى أن الانسحاب قد يكون مقدمة لاتفاق رهائن مقابل وقف إطلاق النار.

وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إنه يجب اتخاذ "قرارات صعبة" لاستعادة الرهائن، مضيفًا أنه "في رأيي أننا وصلنا إلى نقطة مناسبة، ولكن هناك جانبًا آخر يحتاج للموافقة عليه".