بعد نصف عام من الحرب على غزة، سحب الجيش الإسرائيلي معظم قواته في غزة، في عملية شملت انسحاب الفرقة 98 من خان يونس، الأمر الذي يثير تساؤلًا حول انتهاء العملية البرية في غزة أم هي ضمن محاولات لضرب مواقع أخرى كما حدث في السابق؟
مغادرة للراحة
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أنه سحب كل قواته من جنوب قطاع غزة بما في ذلك خان يونس، وأن فرقة الكوماندوز 98 أنهت مهمتها في خان يونس وغادرت للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مغادرة القوات الإسرائيلية منطقة خان يونس، للبقاء في مكان آخر ضمن مناورة تستمر فيها بغارات تهدف إلى مفاجأة حماس، حتى لا يبقى الجنود أهدافًا ثابتة في الميدان.
أسلوب الغارات
ويهدف خروج الفرقة 98 من قطاع غزة إلى السماح باستمرار المناورة هناك، لكن بأسلوب الغارات، مشيرة إلى أن ذلك يشبه نفس التكتيك الذي حدث مع الفرقة 162 قبل نحو شهر، التي انسحبت من شمال قطاع غزة وهرعت لمداهمة مستشفى الشفاء، "فهل ستتحرك مستقبلًا في مناطق أخرى من قطاع غزة؟"، وهو التساؤل الذي طرحته الصحيفة العبرية.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن رحيل الفرقة 98 من خان يونس يهدف من بين أمور أخرى إلى خلق فرص لتوجيه ضربات استخباراتية مفاجئة من شأنها أن تفاجئ مقاتلي حماس في مخابئهم تمامًا، كما حدث أخيرًا في مستشفى الشفاء.
لواء "ناحال"
وبقي في القطاع لواء "ناحال" في الخط الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، وهو يعمل على إدخال القوات من أجل عمليات مركزة عند الحاجة ووفق المعلومات الاستخبارية الواردة.
وقال موقع "واينت" إنه الآن لم يبق في القطاع سوى بضع مئات من المقاتلين، بينما كان العدد في ذروة المناورة البرية يتراوح بين 30 إلى 40 ألفًا (ما يزيد قليلًا على 20 لواء).
وفي هذا الصدد لفت الموقع إلى أنه بعد ساعات من انسحاب الجيش الإسرائيلي، وقبيل الساعة الواحدة بعد الظهر، تم إطلاق خمسة صواريخ من منطقة خان يونس وتم تفعيل نظام القبة الحديدية واعتراض اثنين منها.
انتقال إلى المرحلة الثالثة
ويأتي انسحاب القوات الليلة، وفق الموقع، بمثابة علامة على انتقال الحرب إلى المرحلة الثالثة والأقل عنفًا من القتال في غزة، وهي تشمل المزيد من الغارات المستهدفة والمتكررة، كما حصل أخيرًا على مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وأكد "واينت" أن انسحاب الفرقة 98 من خان يونس، يدل على نهاية المناورة البرية التي بدأت في 27 أكتوبر الماضي، فيما ينتظر الجيش الآن قرارًا من المستوى السياسي بشأن التحرك المحتمل في رفح، آخر معقل كبير لحركة حماس، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يضم 4 كتائب للحركة.
جون كيربي
وقال المتحدث باسم الأمن القومي، جون كيربي، في مقابلة مع قناة "ABC": "إن تقليل عدد الجنود الإسرائيليين في غزة يبدو وكأنه راحة وتجديد، وبحسب ما فهمنا، واستنادًا إلى ما أعلنوه، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقوات الجيش الإسرائيلي الموجودة على الأرض منذ أربعة أشهر".
نتنياهو
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن على بُعد خطوة واحدة من النصر، لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع"، وتعهد بأنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن وهذا لن يحدث".