دخل العدوان الإسرائيلي عدوانه على غزة، يومه الـ135، واعتقلت قوات الاحتلال 100 شخص من مجمع ناصر الطبي في خان يونس، أكبر مستشفى عامل في غزة، وسط مخاوف متزايدة على المرضى والموظفين المحاصرين داخله، في الوقت الذي يصر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قدمًا في اجتياح برى لمدينة رفح الفلسطينية في جنوب القطاع، رغم التحذيرات الدولية من تلك العملية العسكرية الكارثية.
وذكرت صحيفة" ذا جارديان" البريطانية، نقلًا عن السلطة الصحية في غزة، أن ما لا يقل عن 120 مريضًا وخمسة فرق طبية محاصرون بدون ماء وطعام وكهرباء في مجمع ناصر الطبي.
ولفتت الصحيفة إلى تحذير السلطات الصحية في غزة، من أن "الأطفال حديثي الولادة معرضون لخطر الموت خلال الساعات القليلة المقبلة". وأضافت السلطات أن قوات الاحتلال حولت مجمع ناصر الطبي إلى "قاعدة عسكرية"، واعتقلت "عددًا كبيرًا" من الطاقم الطبي بعد مداهمة المجمع، الخميس الماضي.
وقال جيش الاحتلال، إن قواته دخلت المستشفى، الخميس الماضي، زاعمًا وجود محتجزين هناك. وانتقدت الأمم المتحدة الغارة، بينما أفاد الطاقم الطبي، بأن المستشفى أصيب مباشرة بنيران الدبابات.
وانقطعت الكهرباء وتوقفت المولدات بعد الغارة، ما أدى إلى وفاة ستة مرضى بسبب نقص الأكسجين، بحسب السلطات الصحية في غزة. ومع ذلك، أعلن جيش الاحتلال، أمس السبت، عزمه مواصلة العدوان على المجمع الطبي الأكبر في القطاع.
وقالت قوات الاحتلال، إنها اعتقلت 100 شخص، بزعم الاشتباه في تورطهم في "نشاط إرهابي"، وادعى وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت، تورط ما لا يقل عن 20 من المعتقلين من الجمع الطبي، في هجوم الفصائل المباغت على مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر الماضي.
وجاء ذلك في الوقت، الذي استمر فيه القصف على غزة خلال الليل، واستشهد 100 شخص آخرين في الغارات الإسرائيلية، بحسب وكالة "فرانس برس"، نقلًا عن السلطات الصحية في غزة.
وذكرت" ذا جارديان" نقلًا عن شهود، إن انفجارات دوّت فجرًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يقيم نحو 1.4 مليون مدني نازح.
وأدى القصف الإسرائيلي والغزو البري لغزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى نزوح أكثر من 85% من سكان القطاع، ولجأ العديد منهم إلى مخيمات مؤقتة في رفح الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى رفض نتنياهو، التحذيرات الدولية، من الإقدام على اجتياح رفح الفلسطينية بريًا، قائلًا: "إن أولئك الذين يعارضون الهجوم يقولون للبلاد فعليًا أن تخسر الحرب ضد حماس".
وأشار نتنياهو أيضًا، إلى أن قوات الاحتلال ستدخل بغض النظر عما إذا تم الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين أم لا، وقال، في مؤتمر صحفي متلفز في وقت متأخر أمس السبت: "حتى لو حققنا ذلك فسوف ندخل رفح".
وجاءت تصريحات نتنياهو، في حين أعرب وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع، المجتمعون في مؤتمر ميونخ للأمن، عن "قلقهم العميق إزاء العواقب المدمرة المحتملة لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح".
وعلى الرغم من أن الزعماء الغربيين ظلوا يصدرون بيانات لعدة أيام، إما بشكل فردي أو ثنائي، يحثون فيها جيش الاحتلال على عدم اجتياح رفح، إلا إن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها "مجموعة السبع" مثل هذا التحذير المشترك الواضح لإسرائيل، وفق "ذا جارديان".
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، إلى استشهاد ما لا يقل عن 28858 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 68 ألفًا، من بينهم 11 ألفًا يحتاجون إلى إجلاء عاجل للعلاج خارج غزة.